الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> محيي الدين بن عربي >> إذا طلعَ البدرُ المنيرُ عشاءً >>
قصائدمحيي الدين بن عربي
- إذا طلعَ البدرُ المنيرُ عشاءً
- رأيتَ لهُ في المحدثاتِ ضياءَ
- وليسَ لهُ نورٌ إذا الشمسُ أشرقتْ
- وقد كان ذاك النورُ منه عشاء
- فما النورُ إلا من ذكاءٍ لذاكَ لمْ
- يكن يغلب البدرُ المنير ذكاء
- فإنَّ لها محلين في ذاتها وفي
- صِقالة ِ جسمٍ غدوة ً ومساء
- ألمْ ترَ أنَّ البدرَ يكسفُ ذاتَها
- إذا كانَ محقاً غيرة ً ووفاءض
- ولكن عن الأبصار والشمسُ نورها
- بِها لمْ يزلْ يُعطي العيونَ جَلاءَ
- وإدراكيَ المرئيَّ بيني وبينها
- وقدْ جعلَ اللهُ عليهِ غِطاءَ
- وهذا من العلمِ الغريبِ الذي أتى
- إليكمْ بهِ الكشفُ الأتمُّ نداءَ
- وكلُّ دليلٍ جاءكمْ في معاندِ
- يخالفُ قولي فاجعلوهُ هباءَ
- خُصصتُ بهذا العلم وحدي فلم أجد
- لهُ ذائقاً حتَّى نكونَ سواءَ
- وبالبلدِ الجدباً طعمْتُ مذاقَهُ
- لذا لم أجدْ عنْ ذا المذاقِ غناءَ
- أتاني بهِ أحوى ولمْ يأتني بهِ
- إذا سالَ وادٍ بالعلومِ غثاءَ
- فزدتُ به لُطفاً وعلماً ولم أزد
- بهِ في وجودي غلظة َ وجفاءَ
- وأعلمنَي فيهِ بأنَّ مهيمني
- معي مثله فابنوا عليه بناء
- علياً رفيعاً ذا عماد وقوّة
- بلا عمدٍ حتّى يكونَ صماءَ
- مزينة بالأنجم الزهرِ واجعلوا
- قلوبكمُ فرشاً لها وغطاء
- فيغشاكمُ حتى إذا ما حملتمُ
- بدت زينة ٌ تعطي العيونَ رواء
- معطرة َ الأعرافِ معلولة ً للحمى
- يمدُّ بها كوني سناً وسناءَ
- ليعجز عن إدراكه كلّ ذي حجى
- ويقبلُه منهُ حياً وحياءض
- سينصرُنُا هذا الذي قدْ سردتُهُ
- إذا كشفَ الرحمن عنك غطاء
المزيد...
العصور الأدبيه