الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> عماد الدين الأصبهاني >> بلغت بالجد ما لا يبلغ البشر >>
قصائدعماد الدين الأصبهاني
- بلغت بالجد ما لا يبلغ البشر
- ونلت ما عجزت عن نيله القدر
- يهتدي للذي أنت اهتديت له
- ومن له مثل ما أثرته أثر
- أسرت أم بسراك الأرض قد طويت
- فأنت إسكندر في السير أم خضر
- أوردت خيلا بأقصى النيل صادرة
- عن الفرات يقاضي وردها الصدر
- تناقلت ذكرك الدنيا فليس لها
- ألا حديثك ما بين الورى سمر
- فأنت من زانت الأيام سيرته
- وزاد فوق الذي جاءت به السير
- لو في زمان رسول الله كنت أتت
- في هذه السيرة المحمودة السور
- أصبحت بالعدل والإقدام منفردا
- فقل لنا أعلي أنت أم عمر
- إسكندر ذكروا أخبار حكمته
- ونحن فيك رأينا كل ما ذكروا
- ورستم خبرونا عن شجاعته
- وصار فيك عيانا ذلك الخبر
- إفخر فإن ملوك الأرض أذهلهم
- ما قد فعلت فكل فيك مفتكر
- سهرت إذ رقدوا بل هجت إذ سكنوا
- وصلت إذ جبنوا بل طلت إذ قصروا
- يستعظمون الذي أدركته عجبا
- وذاك في جنب ما نرجوه محتقر
- قضى القضاء بما نرجوه عن كثب
- حتما ووافقك التوفيق والقدر
- شكت خيولك إدمان السرى وشكت
- من فلها البيض بل من حطمها السمر
- يسرت فتح بلاد كان أيسرها
- لغير رأيك قفلا فتحه عسر
- قرنت بالحزم منك العزم فاتسقت
- مآرب لك عنها أسفر السفر
- ومن يكون بنور الدين مهتديا
- في أمره كيف لا يقوى له المرر
- يرى برأيك ما في الملك يبرمه
- فأنت منه بحيث السمع والبصر
- لقد بغت فئة الإفرنج فانتصفت
- منها فإقدامك الهندية البتر
- غرست في أرض مصر من جسومهم
- أشجار خط لها من هامهم ثمر
- وسال بحر نجيع في مقام وغى
- به الحديد غمام والدم المطر
- أنهرت منهم دماء بالصعيد جرى
- منها إلى النيل في واديهم نهر
- رأوا إليك عبور النيل إذ عدموا
- نصرا فما عبروا حتى اعتبروا
- تحت الصوارم هام المشركين كما
- تحت الصوالج يوما خفت الأكر
- أفنت سيوفك من لاقت فإن تركت
- قوما فهم نفر من قبلها نفروا
- لم ينج إلا الذي عافته من خبث
- وحش الفلا وهو للمحذور منتظر
- والساكنون القصور القاهرية قد
- نادى القصور عليهم أنهم قهروا
- وشاور شاوروه في مكائدهم
- فكاده الكيد لما خانه الحذر
- كانوا من الرعب موتى في جلودهم
- وحين أمنتهم من خوفهم نشروا
- وإن من شيركوه الشرك منخزل
- والكفر منخذل والدين منتصر
- عول على فئة عند اللقاء وفت
- وعد عن تركمان قبله غدروا
- وكيف يخذل جيش أنت مالكه
- والقائدان له التأييد والظفر
- أجاب فيك إله الخلق دعوة من
- يطيب بالليل من أنفاسه السحر
المزيد...
العصور الأدبيه