الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> غدا سلفٌ فأصْعَدَ «بالرَّبَابِ» >>
قصائدبشار بن برد
غدا سلفٌ فأصْعَدَ «بالرَّبَابِ»
بشار بن برد
- غدا سلفٌ فأصْعَدَ «بالرَّبَابِ»
- وحنَّ وما يحنُّ إلى صحابِ
- دعا عبراته شجنٌ تولَّى
- وشامات على طلل يبابِ
- وأطهر صفحة ً سترت وأخرى
- من العبرات تشهدُ بالتباب
- كأن الدار حين خلت رسومٌ
- كهذا الْعصْبِ أوْ بعْض الْكتاب
- إذا ذكر الحبابُ بها أضرَّتْ
- بها عيْنٌ تَضَرُّ علَى الْحِباب
- ديارُ الْحيِّ بالرُّكْحِ الْيماني
- خرابٌ والديارُ إلى خراب
- رجعن صبابة ُ وبعثن شوقاً
- على متحلبِ الشأنين صاب
- وما يَبْقَى علَى زَمَنٍ مُغِيرٍ
- عدا حدثانُهُ عدْوَ الذِّئاب
- ودهر المرء منقلبٌ عليه
- فُنُوناً، والنَّعيمُ إِلى انْقلاب
- وكُل أخٍ سَيَذْهبُ عنْ أخيه
- وباقي ما تُحبُّ إِلَى ذَهَاب
- ولما فارقتنا "أم بكر"
- وشطّت غربة ً بعد اكتئاب
- وبِتُّ بحاجة ٍ في الصَّدْر منْها
- تَحَرَّقُ نارُها بيْن الْحجاب
- خططتُ مثالها وجلستُ أشكو
- إِليْها ما لَقِيتُ علَى انْتِحَابِ
- أكلِّمُ لَمْحَة ً في التُّرْب مِنْها
- كلام المستجير من العذاب
- كأَنِّي عِنْدَها أشْكُو إِليْها
- همومي والشَّكاة ُ إلى التراب
- سقى الله القباب بتلِّ "عبدى "
- وبالشرقين أيام القباب
- وأياماً لنا قصرت وطابتْ
- علَى «فُرْعَانَ» نَائِمَة َ الْكِلاَبِ
- لقد شط المزار فبتُّ صبا
- يطالعني الهوى من كل باب
- وعهدي بالفراع وأم بكر
- ثقال الردف طيبة الرضاب
- من الْمُتصيِّدات بكُلِّ نَبْلٍ
- تسيلُ إِذَا مشتْ سَيْلَ الْحُباب
- مصورة يحار الطرف فيها
- كأنَّ حديثها سُكْرُ الشَّراب
- لياليَ لا أعُوجُ عَلَى الْمنَادي
- ولا العذال من صعم الشباب
- وقائلة ٍ رأتني لا أبالي
- جنوح العاذلات إلى عتاب:
- مللت عتاب أغيد كلَّ يومٍ
- وشَرٌّ ما دَعَاكَ إِلَى الْعِتَابِ
- إذا بعث الجواب عليك حرباً
- فَمَا لَكَ لاَ تَكُفُّ عَن الْجَوَاب
- أصونُ عن اللئام لباب ودي
- وَأخْتَصّ الأَكَارِمَ باللُّبَاب
- وَأيُّ فَتًى منَ الْبَوغَاءِ يُغْني
- مقامي في المخاطب والخطاب
- وتجمعُ دعوتي آثارَ قومي
- همُ الأسد الخوادر تحت غاب
- وُلاَة ُ الْعزِّ والشَّرَف الْمُعَلَّى
- يردون الفضول على المصاب
- نَقُودُ كَتَائباً ونَسُوقُ أخْرَى
- وفعنا فوقهم غر السحابِ
- وأبراراً نعود إذا غضبنا
- بأحلام رواجح كالهضاب
- وإِنْ نُسْرعْ بمَرْحَمَة ٍ لقَوْمٍ
- فلسنا بالسراع إلى العقاب
- نُرَشِّحُ ظَالماً وَنَلُمُّ شُعْثاً
- ونَرْضَى بالثَّنَاءِ منَ الثَّوَابِ
- ترانا حين تختلفُ العوالي
- وقَدْ لاَذَ الأَذلَّة بالصِّعَاب
- نقودُ كتائبنا ونسوقُ أخرى
- كأنَّ زُهَاءَهُنَّ سَوَادُ لاَب
- إذا فزعت بلادُ بني معدٍّ
- حَمَيْنَاهَا بأغْلمَة غِضَاب
- وكلِّ متوَّجٍ بالشيب يغدو
- طويل الباع منتجعَ الجنابِ
- مِنَ الْمُتَضَمِّنِينَ شَبَا الْمَنَايَا
- يَكُونُ مَقِيلُهُ ظِلَّ الْعُقَابِ
المزيد...
العصور الأدبيه