الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> خَلِيلَيَّ قُومَا فَاعْذِرَا أوْ تَعَتَّبَا >>
قصائدبشار بن برد
خَلِيلَيَّ قُومَا فَاعْذِرَا أوْ تَعَتَّبَا
بشار بن برد
- خَلِيلَيَّ قُومَا فَاعْذِرَا أوْ تَعَتَّبَا
- ولا تعذلاني أن ألذ وأطربا
- إِذَا ذُكِرَتْ صَفْرَاءُ أذْرَيْتُ عَبْرَة ً
- وَأمْسَكْتُ نَفْسِي رَهْبَة ً أنْ تَصَبَّبَا
- ومما استفرغ اللذاتِ إلا مشيَّعٌ
- إذا همَّ لم يذكر رضى من تغضبا
- تغنَّى رفِيقِي باسْمِهَا فكأنَّما
- أصاب بقلبي طائراً فتضربا
- ومن عجب الأيام أن اجتنابنا
- رَشَادٌ ولكِنْ لا نُطِيقُ التَّجَنُّبَا
- إِذَا حنَّ مُشْتاقٌ حَنَنْتُ عِراضة ً
- كما عارض الْعُودُ الْيَرَاعَ الْمُثقَّبا
- وحاجات نفسٍ كن من درك الهوى
- لقيتُ بها ضيفاً ولم ألق مرحبا
- أُقلِّبُ في صفْراءَ كُلَّ عَشِيَّة ٍ
- هواي ويأبى القلبُ إلاَّ تقلُّبا
- أمَرَّ عَلَيَّ الْعَيْشَ يَوْمٌ عَدِمْتُهُ
- وَلاَ أشْتَهِي لَيلي إِذَا مَا تَأوَّبَا
- فقل في فتى ً سدت عليه سبيلهُ
- فضاع وقد كان الطَّلوبَ المطلّبا
- خطبْتُ عَلَى حَبْلِ الزَّمَانِ لَعَلَّهُ
- يساعفني يوماً وقد كان أنكبا
- خُلِقْتُ عَلَى مَا فِيَّ غَيْرَ مُخَيَّرٍ
- هواي ولو خيرت كنت المهذبا
- أُرِيدُ فَلاَ أُعْطَى ، وَأُعْطَى فَلَمْ أُرِدْ
- وقَصَّرَ عِلْمِي أنْ أنَالَ الْمُغَيَّبَا
- وأصرفُ عن قصدي وحلمي مبلغي
- وأضحي وما أعقبت إلا التعجُّبا
- وما الْبرُّ إِلاَّ حُرْمَة ٌ إِنْ رعيْتَها
- رَشَدْتَ وإِنْ لم تَرْعَها كُنْتَ أخْيَبَا
- أ "يحيى بن زيدٍ" فيم تقطع خلتي
- لقدْ خُنْتَ وُدًّا بلْ تجشَّمْتَ مُعْجَبا
- أحِين أشارتْ بي الأَكُفُّ مُعيدة ً
- وحفَّتْ بيَ الْحمْراءُ خرْقاً مُعصَّبا
- وقامتْ «عُقْيلٌ» منْ ورائِيَ بالْقَنَا
- حِفَاظاً وعاقَدْتُ الْهُمَامَ الْمُحجَّبا
- تَنحَّ أبا فِعْلٍ لأُمِّكَ حاجة ٌ
- إلينا ولا تشتغب فما كنت مشغبا
- أبُوك يهُودِيٌّ وأُمُّك عِلْجة ٌ
- وأشبهت خنزير السواد المسيبا
- وكُنْتَ ترَى حَرْبِي كحرْب خرائدٍ
- فُوَاقاً فلمَّا رُحْنَ رَاجعْن مَلْعَبا
- وهيهات ظنُّ الجاهلين من امرئٍ
- بَعيدِ الرِّضى سُقْمٍ علَى منْ تحزَّبا
- أبى الله ودِّي للخليلِ وقربهُ
- إِذَا كَانَ خَوَّانَ الأَمَانَة ِ نَيْرَبَا
المزيد...
العصور الأدبيه