الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> تَخَلَّيْتُ مِنْ صَفْرَاءَ، لا بَلْ تَخلَّتِ >>
قصائدبشار بن برد
تَخَلَّيْتُ مِنْ صَفْرَاءَ، لا بَلْ تَخلَّتِ
بشار بن برد
- تَخَلَّيْتُ مِنْ صَفْرَاءَ، لا بَلْ تَخلَّتِ
- وَكُنَّا حَلِيفَيْ خُلَّة ٍ فاضْمَحَلَّتِ
- تغيبُ أعداء الهوى عن حبيبها
- وَكَانَ لَهَا رَأيُ النّسَاءِ فَضَلَّت
- رَأَتْنِي تَرَفَّعْتُ الشَّبَابَ فَأعْرَضَتْ
- بِشِقٍّ فَمَا أَدْرِي: طَغْتْ أمْ أدَلَّتْ
- وَمَا سُمْتُهَا هُوناً فَتَأبَى قَبُولَهُ
- وَلَكِنَّمَا طَالَ الصَّفَاءُ فَمَلَّتِ
- فَيَا عَجَبَا زَيَّنْتُ نَفْسِي بِحُبِّها
- وزانت بهجري نفسها وتحلتِ
- لَوَتْ حَاجَتِي عِنْدَ اللِّقَاءِ وَأَنْكَرَتْ
- مواعيد قد صامت بهن وصلت
- وَلَوْلا أَميرُ الْمُؤْمِنِينَ سَقَيْتُهَا
- أوَاماً يُنَاجِينَا لهَا حَيْثُ حَلَّتِ
- وما واهن البزلاء مثل مشيعٍ
- إِذَا قَامَ بالْجُلَّى عَلَتْ وَتَجَلَّت
- قعيدك أخْرَى لا تَبيعُ مَوَدَّتِي
- بودٍّ ولا تخشى إذا ما تولت
- فبيني كما بان الشباب إذا مضى
- وكانت يد منه على فولت
- فَقَدْ كُنْتُ في ظلِّ الْعَذَارَى مُرَفَّلاً
- أحب وأعطي حاجتي حيث حلت
- فَغَيَّرَ ذَاكَ الْعَيْشَ تَاجٌ لَبسْتُهُ
- وطاعة والٍ أحرمت وأحلت
- وَنُبِّئْتُ نسْوَاناً كَرِهْنَ تَحلُّمي
- ولله أوبي أكثرت أم أقلت
- إذا أنا لم أعط الخليفة طائعاً
- يَمينِي فَلاَ قَامَتْ لكَأسٍ وَشَلَّت
- لَقَدْ أرْسَلَتْ صَفْرَاءُ نَحْوي رَسُولَهَا
- لتجعلني صفراء ممن أظلت
- فمن مبلغٌ عني قريشاً رسالة ً
- وأفناء قيس حيث سارت وحلت
- بأنَّا تَدَارَكْنَا ضُبَيْعَة َ بَعْدَمَا
- أغارت على أهل الحمى ثم ولت
- وَقَدْ نَزَلُوا يَوْماً بأوضَاحِ كَامِلِ
- ولأياً بلاي من اضاخ استقلت
- فَسَارَ إِلَيْهمْ من نُمَيْر بْن عَامِرٍ
- فوارس قتل المقرفين استحلت
- فما لحقت أهل اليمامة عامرٌ
- على الخيل حتى أسأرت وأكلت
- فَلَمَّا الْتَقَيْنَا زَلَّت النَّعْلُ زَلَّة ً
- بأقْدَامهمْ، تَعْساً لَهُمْ حَيْثُ زَلَّت
- فشك نمير بالقنا صفحاتهم
- وكم ثم من نذرٍ لها قد أحلت
- وَتَرْمِي عُقَيْلٌ كُلَّ عَيْنٍ وَجَبْهَة ٍ
- وَتَنْتَظمُ الأَبْدَان حَيْثُ احْزَألَّت
- وَلَمَّا لَحقْنَاهُمْ كَأنَّا سَحابَة ٌ
- منَ الْمُلمِعَات الْبرْقَ حينَ اسْتَهَلَّت
- صففنا وصفوا مقبلين كأنهم
- أسود الأشاري استتبلت وأدلت
- تركنا على النشناش بكر بن وائل
- وقد نهلت منها السيوف وعلت
- غداة أرى ابن الوازع السيف حتفهُ
- وقد ضربت يمنى يديه فشلت
- وأفلت يمري ذات عقبٍ كأنها
- حذارية ٌ من رأس نيقٍ تدلتِ
- وبالفلج العادي قتلى إذا التقت
- عليها ضباع الجر بانت وضلتِ
المزيد...
العصور الأدبيه