الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> بشار بن برد >> أعبيد يا ذات الهوى النزر >>
قصائدبشار بن برد
أعبيد يا ذات الهوى النزر
بشار بن برد
- أعبيد يا ذات الهوى النزر
- ثَقُلَتْ مَوَدَّتُكُمْ علَى ظَهْري
- لَوْ كُنْتِ يَا عَبَّادَ صادِقَة ً
- بالْحبِّ قارَبَ أمْرُكُمْ أمْري
- طوقت صبراً عن زيارتنا
- ويقل عن لقيانكم صبري
- العين تأمل فيك قرتها
- وغنًى لهَا من دَاخل الْفَقْر
- أنْتِ الْمُنَى للنَّفْسِ خَالِية ً
- وحديثها في العسر واليسر
- فتحرجي إن كنت مؤمنة ً
- باللَّه يَا عَبَّادَ من هَجْرِي
- لو تعلمين بما لقيت بكم
- لَفَدَيتنِي بالرَّحْمِ والصِّهْرِ
- ولما بخلت بمشرب خصرٍ
- من ريق أشنب طيب الثغر
- جمجمت حبك لا أبوح به
- سنتين في حقرٍ وفي ستر
- حَتَّى إِذَا الْكِتْمانُ أوْرَثَني
- سُقماً وَضَاقَ بحُبِّكُمْ صَدْري
- عَنَّيْتُ نَفْساً غَيْرَ آمنَة ٍ
- في غير فاحشة ٍ ولا هجر
- أَشْهَى لِنَفْسِي لَوْ أثَقِّلُهَا
- وَلمَا بهَا منْ لَيْلَة ِ الْقَدْر
- أهذي بكم يقظان قد علموا
- وَأبِيتُ منْكِ عَلى هَوَى ذِكْر
- وَتَقَلَّبِين وَأنْتِ لاَهيَة ٌ
- في الخز والقوهي والعطر
- أعبيد هلا تذكرين فتى ً
- تيمته بحديثك السحر
- للموت أسبابٌ وحبكمُ
- سبب لموتي محصد الشزر
- وَلَقَدْ عَلِمْتُ سَبِيلَ عِلَّتكُمْ
- فيمَا يَحِنُّ لِغيْرِكُمْ ظُفْرِي
- ففللت كفي عن مساءتكم
- فَظَلِلْتُ واضِعَهَا عَلى سَحْرِي
- طمَعاً إِليْكِ بِمَا أُؤمِّلُهُ
- ومخافة أن تقطعي عذري
- لصريمة ٍ غلبت مواصلتي
- وَموَدَّة ٍ زَادَتْ على وَفْرِي
- إِنَّ الْمُحِبِّينَ الَّذِين هَفَتْ
- أَحْلاَمُهُمْ لِعوَاقِدِ الْخُمْرِ
- أَمَلُوا وخافُوا مِنْ حَيَاتِهمُ
- وَعْراً فمَا وَأَلُو مِن الْوعْرِ
- نزلوا بوادي الموت إذ عشقوا
- فتتابعوا شفعاً على وتر
- وكَذاكِ منْ وَادِي وَفائِهِمْ
- أصبحت مجتنحاً على سفر
- ماضٍ ومرتهن بدائهم
- فنُفُوسُهُمْ لِلِقائِهِمْ تجْري
- يا صاح لا تعجل بمعذلتي
- ستبيتُ من أمري على خبر
- واعْرِفْ بِقلْبِي حينَ تذْكُرُهُ
- أَنْ يُسْتهامَ بِبَيْضَة ِ الْخِدْرِ
- إن الهوى جثمت عقاربه
- فيه جثوم الفرخ في الوكر
- يوم العذارى يستطفن بها
- مِثْلَ النُّجُومِ يَطُفْنَ بالْبَدْرِ
- لم أنسها أصلاً وقد ركبت
- شمس النهار لأرذل العمر
- ودموعها مما تسر بنا
- تجْرِي عَلى الْخدَّيْنِ والنَّحْر
- فاغتال ذلكم وغيرهُ
- عصر تناسخها إلى عصر
- وبياض يومٍ بعد ليلته
- دانٍ مِن الْمَعْرُوف بالنُّكْرِ
- أَنْكَرْتُ ما قدْ كُنْتُ أَعْرِفُه
- مِنْها سَوَى المَوْعُودِ والْغَدْرِ
- والنفس دانية ٌ بملتها
- مِنْها تُطِيفُ بِها ابْنة َ الدَّهر
- إِنِّي لأَخْشَى مِنْ تَذَكُّرِهَا
- موت الفجاءة حيثُ لا أدري
- مِنْ خَفْقَة ٍ لَوْ دَامَ عَارِضُهَا
- قدر الفواق وفى لها عمري
- لَكِنْ تَأخَّرَ يَوْمُ مُرْتَهَن
- بِوَفَاتِهِ فَوَعَا عَلَى كَسْرِ
- فَلَتَنْزِلَنّ بِه التِي نَزَلَتْ
- يَوْماً بِصَاحِبِ عُرْوَة َ الْعُذْرِي
- فَإذَا سَمِعْتِ بِمَيِّت حَزَناً
- بكر الحمام به ولم يسر
- فَابْكي عَلَى قَبْرِي مُفَجَّعَة ً
- وَلَقَلَّ مِنْكَ بُكًى عَلى قَبْرِي
- فَاسْتَيْقِنِي أَنِّي الْمُصَابُ بِكُمُ
- عجلت منيتهُ مع الزفرِ
المزيد...
العصور الأدبيه