الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> ابن دريد >> بِمُلْتَفَتَيْهِ لِلْمَشِيبِ طَوَالعُ >>
قصائدابن دريد
بِمُلْتَفَتَيْهِ لِلْمَشِيبِ طَوَالعُ
ابن دريد
- بِمُلْتَفَتَيْهِ لِلْمَشِيبِ طَوَالعُ
- ذوائدُ عنْ وردِ التصابي روادعُ
- تصرفنهُ طوعَ العنانِ وربما
- دَعَاهُ الصِّبَا فَاقْتَادَهُ وَهْوَ طَائِعُ
- ومنْ لمْ يزغهُ لبهُ وحياؤهُ
- فَلَيْسَ لَهُ مِنْ شَيْب فَوْدَيْهِ وَازِعُ
- هَلِ النَّافِرُ المَدْعُوُّ لِلْحَظِّ رَاجِعٌ
- أمِ النصحُ مقبولٌ أمِ الوعظُ نافعُ
- أمِ الهمكَ المهمومُ بالجمعِ عالمٌ
- بأنَّ الذي يرعى منَ المالِ ضائعُ
- وَأَنَّ قُصَارَاهُ عَلَى فَرْطِ ضَنِّهِ
- فراقُ الذي أضحى لهُ وهوَ جامعُ
- ويخملُ ذكرَ المرءِ ذي المالِ بعدهُ
- ولكنَّ جمعَ العلمِ للمرءِ رافعُ
- أَلَمْ تَرَ آَثَارَ ابْنِ إِدْرِيسَ بَعْدَهُ
- دلائلها في المشكلاتِ لوامعُ
- معالمُ يفنى الدهرُ وهيَ خوالدُ
- وتنخفضُ الأعلامُ وهيَ فوارعُ
- مناهجُ فيها للهدى متصرفٌ
- مَوَاِردُ فِيهَا للرَّشَادِ شَرَائِعُ
- ظواهرها حكمٌ ومستنبطاتها
- لِمَا حَكَمَ التَّفَرِيقُ فِيهِ جَوَامِعُ
- لرأيِ ابنِ ادريسَ ابنِ عمِّ محمدٍ
- ضِيَاءٌ إِذَا مَا أَظْلَمَ الخَطْبُ سَاطِعُ
- إِذَا المُعْضِلاَتُ المُشْكِلاَتُ تَشَابَهَتْ
- سما منهُ نورٌ في دجاهنَّ لامعُ
- أبى اللهُ إلا رفعهُ وعلوهُ
- وَلَيْسَ لِمَا يُعْلِيهِ ذُو العَرْشِ وَاضِعُ
- توخى الهدى فاستنقذتهُ يدُ التقى
- مِنَ الزَّيْغِ إِنَّ الزَيْغَ لِلْمَرْءِ صَارِعُ
- وَلاَذَ بِآثَارِ الرَّسُولِ فَحُكْمُهُ
- لحكمِ رسولِ اللهِ في الناسِ تابعُ
- وعولَ في أحكامهِ وقضائهِ
- على ما قضى التنزيلُ والحقُّ ناصعُ
- بطيءٌ عنِ الرأيِ المخوفِ التباسهُ
- إليهِ إذا لمْ يخشَ لبساً مسارعُ
- جرتْ لبحورِ العلمِ أمدادُ فكرهِ
- لَهَا مَدَدٌ فِي العَالَمِينَ يُتَابِعُ
- وَأَنْشَأَ لَهُ مُنْشِيهِ مِنْ خَيْرِ مَعْدَنٍ
- خَلاَئِقَ هُنَّ البَاهِرَاتُ البَوَارِعُ
- تسربلَ بالتقوى وليداً وناشئاً
- وخصَّ بلبِّ الكهلِ مذْ هوَ يافعُ
- وَهُذِّبَ حَتَّى لَمْ تُشِرْ بِفَضِيلَة ٍ
- إذا التمستْ إلاَّ إليهِ الأصابعُ
- فمنْ يكُ علمُ الشافعي إمامهُ
- فَمَرْتَعُهُ فِي بَاحَة ِ العِلْمِ وَاسِعُ
- سَلاَمٌ عَلَى قَبْرٍ تَضَمَّنَ جِسْمَهُ
- وَجَادَتْ عَلَيْهِ المُدْجِنَاتُ الهَوَامِعُ
- لَقَدْ غَيَّبَتْ أثْرَاؤُهُ جِسْمَ مَاجِدٍ
- جليلٍ إذا التفتْ عليهِ المجامعُ
- لئنْ فجعتنا الحادثاتُ بشخصهِ
- -لَهُنَّ لِمَا حُكِّمْنَ فِيهِ فَوَاجِعُ-
- فَأَحْكَامُهُ فِينَا بُدُورٌ زَوَاهِرٌ
- وَآثَارُهُ فِينَا نجُومٌ طَوَالِعُ
المزيد...
العصور الأدبيه