الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> طربْتُ إلى الصَّنْجِ والمِزْهَرِ، >>
قصائدأبو نواس
طربْتُ إلى الصَّنْجِ والمِزْهَرِ،
أبو نواس
- طربْتُ إلى الصَّنْجِ والمِزْهَرِ،
- وشُرْبِ المُدَامَة ِ بالأكْبَرِ
- وألقيْتُ عنّي ثيابَ الهُدَى ،
- خيولٌ من الرّاحِ ما عُرّيَتْ
- وأقبَلْتُ اسحَبُ ذَيْلَ المجونِ،
- وأمْشي إلى القصْفِ في مِئْزَرِ
- ليالٍ أرُوحُ على أدْهَمٍ
- كُمَيْتٍ، وأغدو على أشْقَرِ
- خيولٌ من الرّاحِ ما عُرّبَتْ
- ليومِ رِهَانٍ ولم تُضْمَرِ
- براقعُها من سَحيقِ العبيرِ ،
- ومن ياسَمِينٍ وسَيْسَنْبَرِ
- ذخائرُ كِسْرَى لأوْلادِهِ،
- وغَرْسُ كرامِ بني الأصْفَرِ
- غَدا المشترون على أهْلِها،
- فقالوا: أتَيناكُم نَشْتَري
- خيولاً لكمْ قد أتَتْ فُرَّهاً ،
- فمن بينِ أحوَى إلى أحْوَرِ
- فقالوا لهم: إنّما خَيْلُنَا
- وغَرْسُ كرامِ بني الأصْفَرِ
- ولا تحْمِلُ اللِّبْدَ ، لكِنّها
- خيولٌ لكلِّ فتى ً أزْهَرِ
- وسِيما إذا أنْتَ باكرْتَها ،
- كمثلِ دمِ الجوْفِ في الأبْهَرِ
- مُشَعْشَعَة ٌ من بناتِ الكُرُو
- مِ سالتْ نِطافاً ، ولم تُعْصَرِ
- عقيلَة ُ شيْخٍ من المُشْرِكينَ،
- أتَتْنَا تَهَادَى من الكَوْثَرِ
- ولوْنانِ لوْنٌ لها أصْفَرُ
- ولوْنٌ على الماءِ كالعُصْفُرِ
- لوَ انّ أبا مَعْشَرٍ ذاقَها،
- لخَرّ صريعاً أبو معْشَرِ
- وكبّرَ من طِيبِها ساعة ً ،
- وأمْشي إلى القصْفِ في مِئْزَرِ
- فما برح القوْمُ حتى اشْتَرَوْا،
- ومنْ يَشْتَرِ الرّاحِ لم يخسَرِ
المزيد...
العصور الأدبيه