الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو نواس >> ارْبَعْ على الطّلَلِ الذي انتَسَفتْ >>
قصائدأبو نواس
ارْبَعْ على الطّلَلِ الذي انتَسَفتْ
أبو نواس
- ارْبَعْ على الطّلَلِ الذي انتَسَفتْ
- منه المعالمَ أنْجُمُ النحْسِ
- واسْتَوْطَنَتْهُ العُفْرُ قاطنة ً،
- ولقد يكون مرابعَ الإنْسِ
- لعِبَتْ به ريحٌ يمانيَة ٌ،
- و حواصِبٌ تركتْهُ كالطرْسِ
- فلَئِنْ عَفا، وعفتْ معالمُه،
- فلقد خضعْتُ، وكنتُ ذا نفْسِ
- وحللْتُ عقدَ هوايَ مقتصراً،
- لصَبوحِ مُوفِيَة ٍ على الشّمسِ
- صفراءَ سِلكُ جُمانِ لؤلُؤها
- ألِفاتُ كاتِبِ سيّد الفرْسِ
- ترْمي الحبابَ بمثلِهِ صُعُدًا،
- دقّتْ مسالكُها عن الحِسِّ
- و كأنَّما هي ، حينَ تُبْرِزُها
- للشّارِبينَ ، عُصارة ُ الوَرْسِ
- و إذا تُرامُ تفوتُ لامِسَها ،
- مثْل الهبَاءِ يفوتُ باللّمْسِ
- ومُوَحَّدٍ في الحسن، جلّلهُ
- برِدائهِ ذو الطَّوُلِ والقُدْسِ
- إنْ شئتَ قلتَ خَريدَة ٌ جُلِيَتْ
- للشُّرْبِ، يومَ صَبيحة ِ العُرْسِ
- وأُعِيذُهُ من أن يكون لهُ
- ما تحت مِئزَرِهَا من الرّجْسِ
- غنّى على طربٍ يرَجِعُهُ ،
- لِيَحُثَّ كأْسَ مُعاوِدِ الحَبْسِ
- يا خيرَ مَن وَخَدَتْ بأرْحُلِهِ
- نُجْبُ الرّكابِ بمهْمَهٍ حلسِ
- فثَنى عليهِ لواحِظًا نطقتْ
- منه بمثلِ نواطِقَ المسّ
- و ثَنَى يُغَنّينا مُعارِضَهُ :
- لمنِ الدِّيارُ بجانِبَيْ لَجْسِ
- فَلَوَ انّ قَسّاً كان حاضرَهُ،
- لصبتْ إليهِ عبادة ُ القَسِّ
المزيد...
العصور الأدبيه