الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> و قوفكَ في الديارِ عليكَ عارٌ ، >>
قصائدأبو فراس الحمداني
- و قوفكَ في الديارِ عليكَ عارٌ ،
- و قدْ ردَّ الشبابُ المستعارُ
- أبعدَ الأربعينَ محرماتٌ :
- تمادٍ في الصبابة ِ ، واغترارُ ؟ ! ..
- نزعتُ عنِ الصبا ، إلاَّ بقايا ،
- يحفدها ، على الشيبِ ، العقارُ
- وَقَالَ الغَانِيَاتُ: «سَلا، غُلاماً،
- فكيفَ بهِ ، وقدْ شابَ العذارُ؟ "
- و ما أنسى الزيارة َ منكِ ، وهناً ،
- و موعدنا " معانٌ" و" الحيارُ "
- وَطَالَ اللّيلُ بي، وَلَرُبّ دَهْرٍ
- نعمتُ بهِ ، لياليهِ قصارُ
- و ندماني : السريعُ إلى لقائي ،
- على عجلٍ ، وأقداحي الكبارُ
- عشقتُ بها عواريَّ الليالي
- " أحقُّ الخيلِ بالركضِ المعارُ
- وَكَمْ مِنْ لَيْلَة ٍ لمْ أُرْوَ مِنْهَا
- حننتُ لها ، وأرقني ادكارُ !
- قَضَاني الدَّينَ مَاطِلُهُ، وَوَافى ،
- إليَّ بها ، الفؤادُ المستطارُ
- فبتُّ أعلُّ خمراً منْ رضابٍ
- لها سكرٌ وليسَ لها خمارُ
- إلى أنْ رقَّ ثوبُ الليلِ عنَّا
- وقالتْ : " قمْ ! فقدْ بردَ السوارُ !
- وَوَلّتْ تَسْرُقُ اللّحَظَاتِ نحوِي
- عَلى فَرَقٍ كَمَا التَفَتَ الصُّوَارُ
- دنا ذاكَ الصباحُ ، فلستُ أدري
- أشَوْقٌ كَانَ مِنْهُ؟ أمْ ضِرَارُ؟
- وَقَد عَادَيتُ ضَوْءَ الصّبحِ حتى
- لِطَرْفي، عَنْ مَطَالِعِهِ، ازْوِرَارُ
- و مضطغنٍ يراودُ فيَّ عيباً
- سَيَلْقَاهُ، إذا سُكِنَتْ وَبَارُ
- وَأحْسِبُ أنّهُ سَيَجُرّ حَرْباً
- عَلى قَوْمٍ ذُنُوبُهُمُ صِغَارُ
- كما خزيتْ بـ "راعيها " " نميرٌ " ،
- وجرَّ على "بني أسدٍ" " يسارُ "
- وَكَمْ يَوْمٍ وَصَلْتُ بفَجْرِ لَيْلٍ
- كأنَّ الركبَ تحتهما صدارُ ؟
- إذا انْحَسَرَ الظّلامُ امْتَدّ آلٌ
- كأنا درهُ ، وهوَ البحارُ
- يَمُوجُ عَلى النّوَاظِرِ، فَهْوَ مَاءٌ
- و يلفحُ بالهواجرِ فهو نارُ
- إذَا مَا العِزّ أصْبَحَ في مَكَانٍ
- سموتُ لهُ، وإنْ بعدَ المزارُ
- مقامي ، حيثُ لا أهوى ، قليلٌ
- ونومي ، عندَ منْ أقلي غرارُ
- أبَتْ لي هِمّتي، وَغِرَارُ سَيْفي،
- وَعَزْمي، وَالمَطِيّة ُ، وَالقِفَارُ
- وَنَفْسٌ، لا تُجَاوِرُهَا الدّنَايَا،
- وَعِرْضٌ، لا يَرِفّ عَلَيْهِ عَارُ
- وَقَوْمٌ، مِثلُ مَن صَحِبوا، كِرَامٌ
- وَخَيلٌ، مِثلُ من حَملتْ، خيارُ
- و كمْ بلدٍِ شتتناهنَّ فيهِ
- ضُحى ً، وَعَلا مَنَابِرَهُ الغُبَارُ
- وَخَيلٍ، خَفّ جَانِبُهَا، فَلَمّا
- ذُكِرْنَا بَيْنَهَا نُسِيَ الفِرَارُ
- و كمْ ملكٍ ، نزعنا الملكَ عنهُ ،
- و جبارٍ ، بها دمهُ جبارُ ؟
- وَكُنّ إذَا أغَرْنَا عَلَى دِيَارٍ
- رجعنَ ، ومنْ طرائدها الديارُ
- فَقَدْ أصْبَحْنَ وَالدّنْيَا جَمِيعاً
- لنا دارٌ ، ومنْ تحويهِ جارُ
- إذَا أمْسَتْ نِزَارُ لَنَا عَبِيداً
- فإنَّ الناسَ كلهمُ " نزارُ "
المزيد...
العصور الأدبيه