الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو فراس الحمداني >> أما إنهُ ربعُ الصبا ومعالمهْ >>
قصائدأبو فراس الحمداني
- أما إنهُ ربعُ الصبا ومعالمهْ
- فلاَ عذرَ إنْ لمْ ينفذِ الدمعَ ساجمهْ
- لئنْ بتَّ تبكيهِ خلاءً فطالما
- نعمتَ بهِ ، دهراً ، وفيهِ نواعمهْ
- رياحٌ عفتهُ ، وهي أنفاسُ عاشقٍ
- وَوَبْلٌ سَقاهُ، وَالجُفُونُ غَمائِمُهُ
- وَظَلاّمَة ٍ، قَلّدْتُهَا حُكمَ مُهجتي،
- ومنْ ينصفُ المظلومَ والخصمُ حاكمهْ ؟
- مهاة ٌ ، لها منْ كلِّ وجهٍ مصونهُ،
- وَخوْدٌ لهَا مِنْ كُلّ دَمعٍ كَرَائِمُهْ
- وليلٍ كفرعيها قطعتُ وصاحبي
- رَقيقُ غِرَارٍ، مِخذَمُ الحدّ صَارِمُهْ
- تَغُذّ بيَ القَفْرَ الفَضَاءَ شِمِلّة ٌ
- سواءٌ عَلَيْها نَجْدُه وَتَهَائِمُهْ
- تصاحبني آرامهُ وظباؤهُ ،
- وتؤنسني أصلالهُ وأراقمهْ
- وَأيُّ بِلادِ الله لَمْ أنْتَقِلْ بِهَا!
- وَلا وَطِئَتْها مِنْ بَعِيري مَنَاسمُهْ!
- وَنَحْنُ أُنَاسٌ، يَعلَمُ الله أنّنا،
- وَخوْدٌ لهَا مِنْ كُلّ دَمعٍ كَرَائِمُهْ
- إذَا وُلِدَ المَوْلُودُ مِنّا فَإنْمَا الْـ
- وَتُؤنِسُني أصْلالُه وَأرَاقِمُهْ
- إلا مبلغٌ عني ، ابنَ عمي ، رسالة ً
- بَثَثْتُ بهَا بَعضَ الذي أنَا كاتِمُهْ
- أيا جافياً ! ما كنتُ أخشى جفاؤهُ
- وإنْ كثرتْ عذالهُ ، ولوائمهْ
- كذلكَ حظي منْ زماني وأهلهِ
- يُصَارِمُني الخِلُّ الذي لا أُصَارِمُهْ
- وإنْ كنتُ مشتاقاً إليكَ فإنهُ
- ليشتاقُ صبَّ إلفهِ ، وهوَ ظالمهْ
- أوَدُّكَ وُدّاً، لا الزّمَانُ يُبِيدُهُ،
- وَلا النّأيُ يُفنِيهِ، وَلا الهَجرُ ثَالِمُهْ
- وأنتَ وفيُّ لا يذمُّ وفاؤهُ ،
- وَأنتَ كرِيمٌ ليس تُحصَى مكارِمُهْ
- أُقِيمَ بِهِ أصْلُ الفَخَارِ وَفَرْعُهُ،
- وشُدّ بِهِ رُكْنُ العُلا، وَدَعَائِمُهْ
- أخو السيفِ تعديهِ نداوة ُ كفهِ
- فيحمرُّ خداهُ ، ويخضرُ قائمهْ
- أعِندَكَ لِي عُتْبَى فأحمِلَ ما مَضَى
- وَأبْني رُوَاقَ الوُدّ، إذْ أنتَ هادِمُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه