الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> يقولون لي : واصل سواها لعلّها >>
قصائدأبو الفضل بن الأحنف
- يقولون لي : واصل سواها لعلّها
- تغارُ وإلاّ كان في ذاكَ ما يسلي
- ووالله، ما في القلبِ مثقالُ ذَرّة ٍ
- لأخرى سواها إنّ قلبي لفي شغلِ
- عجبتُ لأبدانِ المحبّينَ قُوِّيتْ
- بحملِ الهوى إنّ الهوى أثقلُ الثِّقلِ
- حَمَلتُ الهَوى حتى إذا قمتُ بالهَوى
- خررتُ على وجهي وأثقلني حملي
- سَقَى الله بابَ الجِسرِ والشّطَّ كُلَّهُ
- إلى قرية ِ النّعمانِ والدّير ذي النّخلِ
- إلى الدّوِّ فالوَّوْحاء فالسيِّبِ ذي الرُّبا
- إلى منتهى الطاقاتِ مستحقر الوبلِ
- منازلُ فيما بينهنّ أحبّة ٌ
- لها وهيَ مِمّا قد أرَدْنَ على جَهلِ
- كأَنْ لم يكُنْ بَيني وبَينَهُمُ هَوى ً
- ولم يَكُ مَوْصُولاً بجَبلِهِمُ حَبْلي
- بحُرْمَة ِ ما قد كانَ بَيني وبَينَكُمْ
- منَ الوُدّ إلاّ ما رَجَعتمْ إلى الوَصْلِ
- وإلاّ اقتُلُوني أستَرِحْ من عَذابكُمْ
- عذابُكُمُ عندي أشَدُّ منَ القَتلِ
- فلم أر مثلي كانَ عاتبَ مثلكمْ
- ولا مثلكمْ في غير ذنبٍ جفا مثلي
- وإنّي لأستَحيي لكُمْ من مُحدِّثٍ
- يُحدِّثُ عنكُمْ بالمَلالِ وبالخَتْلِ
- وكم من عدوِّ رقَّ لي وتكشّفتْ
- حزونته لي عن ثرى جانب سهلِ
- زماني فلمّا أقصدتني -- سهامهُ
- بكَى لي وشامَ الباقياتِ منَ النَّبْلِ
- وقد زعمتْ يمنٌ بأنّي أردتها
- على نفسها ، تبّاً لذلكَ من فعلِ
- سَلُوا عن قميصي مثل شاهدِ يوسفٍ
- فإنّ قَميصي لم يكن قُدَّ من قُبلِ
- ومجتهداتٍ في الفساد حواسدٍ
- تآزَرْنَ فيما بَينَهُنّ فجِئْنَها
- على وجه إلقاء النّصيحة للمَحلِ
- يُعَرِّضْنَ طوراً بالتّغاضي وتارَة ً
- يُعاتِبنَها بالجِدّ مِنهنّ والهَزْلِ
- وما زِلنَ حتى نِلنَ ما شِئنَ بالرُّقَى
- وحتى أصاختْ للخَديعة ِ والخَتلِ
- وحتى بدَتْ منها المَلالة ُ والقِلَى
- وعَهدي بفَوْزٍ لا تَمَلُّ وَلا تَقْلي
- فلمّا انقضَى الوَصْلُ الذي كان بَينَنا
- شَمِتنَ جميعاً واسترَحنَ منَ العَذلِ
- وقد قال لي أهلي كما قال أهلها
- لها غيرَ أنّي لم أُطعْ في الهَوى أهلي
- وإنّي لكالذّئبِ الذي جاء واعِظٌ
- إلَيهِ ليَنهاهُ عنِ الغَنَمِ الخُطلِ
- فالَ له : دعني فإنّي مبادرٌ
- لها قبل أن تمضي فما جئتَ للعدلِ
- وأرضتْ بسخطي معشراً كان سخطهم
- يَهونُ علَيها في رِضَايَ ومن أجْلي
- ولم ترعَ ممشاها وممشى فتاتها
- تنادم عبد اللهِ والرّجلَ الذُّهلي
- فلمّا أضاء الصُّبحُ قمنا جماعة ً
- لتشييعها نخفي خطانا على رِسْلِ
- إذا النّاسُ قالوا: كيفَ فوزٌ وعهدُها؟
- خرستُ حياءً لا أُمرُّ ولا أُحلي
- فكوني كليلى الأخيليّة ِ في الهوى
- وإلاّ كلُبنى أو كعَفراءَ أوْ جُمْلِ
المزيد...
العصور الأدبيه