الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> غَضِبَ الحبيبُ فهاجَ لي استعبارُ >>
قصائدأبو الفضل بن الأحنف
- غَضِبَ الحبيبُ فهاجَ لي استعبارُ
- والله لي ممّا أُحاذِرُ جَارُ
- كنّا نُغايظُ بالوِصال مَعاشراً
- لهُمُ الغَداة َ بصَرمِنا اسْتِبشارُ
- إذ لا أرى شكلاً يكونُ كَشِكلِنا
- حُسناً ويَجمعُنا هُناك جِوارُ
- وكأننا لمْ نجتمع في مجلسٍ
- فِيه الغِناءُ ونَرجِسٌ وبَهارُ
- مَا كان أشأْمَ مَجلِساً كنّا بهِ
- تلك العَشييّة َ والعِدا حُضّار
- مَدَنيّة ٌ أمْسَى العِراقُ مَحلَّها
- ولها بزوراء المدينة ِ دارُ
- أدنى قَرابتِنا إليها أننا
- شَخصانِ يَجمعُنا إليه نِزارُ
- ياأيها الرجلُ المعذّبُ قلبهُ
- أقصِر فإنّ شِفاءكَ الإقصارُ
- نزَفَ البُكاءُ دموعَ عينكَ فاستعر
- عيناً لغيركَ دمعُها مِدرارُ
- من ذَا يُعِيرُكَ عَيْنَهُ تبكي بها؟
- أرأيتَ عيناً للبكا تعارُ
- الحُبُّ أوّلُ مَا يَكُونُ لجَاجة ً
- تأتي به وتسوقه الأقدارُ
- حتى إذا اقتحمَ الفتى لُجَجَ الهوى
- جاءت أُمورٌ لا تُطاقُ كِبارُ
- إذا نظرتَ إلى المُحبّ عرفتَهُ
- وبدَت عليه مِن الهَوى آثارُ
- قُل ما بدا لكَ أن تقول فربما
- ساقَ البلاءَ إلى الفتى المِقدارُ
- يا فوزُ هل لك أن تعودي للّذي
- كُنّا عليهِ مُنذ نحنُ صغارُ
- فلقَد خَصَصتُكِ بالهَوى وصرَفتُه
- عمّن يُحدّثُ عنكُمُ فيغارُ
- هل تذكرين بارِ بكرٍ لهْونا
- ولنا بذاك مخافة ٌ وحِذارُ
- مُتَطاعِمينِ بِريقِنافي خلوة ٍ
- مثلَ الفراخِ تزُقّها الأطيارُ
- أم تذكُرين لِدُلْجَتي متنكِّراً
- وعليّ فروَا عاتقٍ وخِمارُ
- فَوددتُ أنّ الليل دامَ وأنه
- ذهبَ النهارُ فلا يكونُ نهارُ
- أفَما لذلك حُرمة ٌ محفُوظَة ٌ
- أُفٍّ لمَن هُوَ قاطِعٌ غَدّارُ
- سأُقِرُّ بالذّنبِ الذي لَمْ أجنِه
- إن كان ينفعُ عندَكِ الإقرارُ
- ما تأمرين فَدَتكِ نفسي في فتّى
- ما تَلْتَقي لجُفونهِ أشفَارُ
- من كانَ يبغضكمْ فباتَ مبيتَهُ
- إن الهوى لذَوي الهوى ضَرّارُ
- صَرَمَ الأحبة ُ حبْلهُ فكأنهُ
- إذ غادَرُه وضرّه الإضرارُ
- رَجُلٌ تطاولَ سُقمُه في غُربة ٍ
- نزَحَتْ به عن أهلِه الأسفارُ
- لا يستطيعُ من الضرورة ِ حيلة ٍ
- أمْسَى تُرَجَّمُ دونَه الأخبارُ
- حتى أتيحَ له ، وذالك لحَينِه،
- رَكبٌ رمتْ بهمُ الفجاجُ تِجارُ
- حَمَلُوه بينَهُم نَحِيلاً جسمُه
- عاري العِظامِ ثيابُه أطمَارُ
- فثَوى تُقلّبُه الأكُفُّ مُلَقَّفاً
- ولَهُ تُشدُّ وتُوضَعُ الأَكوارُ
- حَتى إذا سلَكوا به في مَهمهٍ
- قَفرٍ تَضِلُّ به القَطا وتَحارُ
- غَرِضُوا مِنَ النِّضْوِ العليلِ فعطَّلوا
- منه الرّكاب وخلّفُوه وساروا
المزيد...
العصور الأدبيه