الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو الفضل بن الأحنف >> بدَا من أبي الفَضْلِ الهَوى المُتَقادِمُ >>
قصائدأبو الفضل بن الأحنف
بدَا من أبي الفَضْلِ الهَوى المُتَقادِمُ
أبو الفضل بن الأحنف
- بدَا من أبي الفَضْلِ الهَوى المُتَقادِمُ
- وكاُّ محبٍّ داؤه متفاقمُ
- بكَى الأشقَرُ الشِّهْرِيُّ لمّا بَدَتْ لَهُ
- سَرائرُ تُبديها الهُمومُ اللّوَازِمُ
- ولمّا رآني طال بالباب موقفي
- أُسائِلُ عن شَجوي: متى هوَ قادمُ؟
- وكنتُ إذا ما جئتُ مسّح عرفهُ
- وَصَائفُ أمثالُ الظّبَاء نَوَاعِمُ
- تَنَفّسَ تحتي واستَهَلّتْ دُمُوعُهُ
- وحمْحَم لو تُغني هُناكَ حَمَاحِمُ
- فوَا كَبِدي من فَوْزَ تَبكي صَبابَة ً
- وتشكو إلى أترابها ما نكاتمُ
- تَزَوّدتُ منها بعضَ ما فيهِ رِيحُها
- وزَوّدتُها والقَلبُ حَرّانُ هائِمُ
- فَلي عِندَهابُرْدٌ تُسكِّنُ قَلبَها
- بهِ ولَها عندي حِقابٌ وخَاتَمُ
- من القاصراتِ الطّرفِ أمّا وشاحها
- فيبكي وأمّا الحجلُ منها فصائمُ
- إذا ما استَقَلّتْ للقِيامِ تَكَفّأتْ
- وأسْعَدَها حتى تَقُومَ الخَوادِمُ
- ووالله ما شَبّهتُ بالوَرْدِ عَهْدَها
- إذا ما انقضى فيما تقولُ الأعاجمُ
- ولكنّي شبهنه الآس دائماً
- وليس يدومُ الورد ، ولاآسُ دائمُ
- بِها مِثلُ ما بي أوْ أشَدُّ وإنّمَا
- يُلائِمُ ودّي شَكلُها المُتَلائمُ
- وإنّي لذو عينين : عينٍ شجيّة ٍ
- وعنيْ تراها دمعها الّهرّ ساجِمُ
- أُعَذِّبُ عَيني بالبُكاء كأنّني
- عدوٌّ لعيني جاهداً لا أسالمُ
- فطُوبى لمَن أغفَى منَ اللّيلِ ساعة ً
- وذاق اغتماضاً إنّ ذاكَ لناعمُ
- عَجبتُ لطَرْفي خاصَمَ القلبَ في الهَوى
- وذو العرش بين القلب والطّرف حاكمُ
- إذا اختَصَما كانَ الرّسُولَ إلَيهِما
- لسانٌ عن الجسم النّحيفِ مراجمُ
- ولَوْ نطقَتْ شكوى الهَوى كلُّ شعَرة ٍ
- على جسدي ممّا تجنُّ الحيازمُ
- لطلّت تشكى البثَّ لم تخط كنههُ
- فقد ملأتْ صَدري البَلايا العَظائِمُ
- يبيتُ ضجيعي في المنام خيالها
- ومن دونها غبر ُالصُّوى والمخارمُ
- تجهمت فوزاً في المنام فأعرَضَتْ
- وإنّي على ما كانَ منّي لَنادِمُ
- إذا كان في الأحلام مايشتهي الفتى
- فواللهِ ما الأحلام إلاّ غنائمُ
- إذا استَقبَلَتني الرّيحُ من نحوِ أرْضِها
- تَنَشّقتُها حتى تَرِقّ الخَياشِمُ
- فإنّكِ لوْ جرّبتِ تَسهيدَ لَيْلَة ٍ
- لقلت: ألا طوبى لمن هو نائمُ
- ولوْلاكِ لم آتِ الحِجازَ وأهْلَها
- وَلم تَزْوِ عَنِّي بالعِراقِ الكَرائِمُ
- يَطولُ علينا عَدُّ ما كانَ منكُمُ
- لَعَمرُ أبي إنّي بذاكَ لَعالِمُ
- تحمّل عظيم الذنب ممن تحبّه
- وإن كنت مظلوماً فقل أنا ظالمُ
- فإنّكَ إلاّ تَغفِرِ الذّنبَ في الهَوَى
- يفارقكَ من تهوى وأنفكَ راغِمُ
المزيد...
العصور الأدبيه