الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبو الفضل الميكالي >> هل إلى سَلوة ٍ وصبرٍ سبيلُ >>
قصائدأبو الفضل الميكالي
- هل إلى سَلوة ٍ وصبرٍ سبيلُ
- كيفَ والرزءُ ما عَلِمتَ جَليلُ
- فجعتني الأيّامُ لمّا ألمّتْ
- بصديقٍ وَجدي عليه طَويلُ
- بأبي القاسمِ الذي أقسمَ المجدُ
- يميناً أن ليسَ منه بديلُ
- حسنُ خَلقٍ ومَخبرٍ ورُواءٍ
- قد عَلَته قَسَامة ٌ وَقَبُولُ
- كان مغنى الوَفاء والبِرّ إن
- حالَ زَمانٌ فودُّه ما يحُولُ
- كان زينَ الندى في العلمِ
- والآدابِ تَرعى رياضُهن العقولُ
- كان بدرَ النُّهى فحانَ أفُولُ
- كان شمسَ الحجى فحانَ أصيلُ
- كان كهفي على الحوادثِ ما عاشَ
- عليها برأيه أستطيلُ
- لهفَ نفسي على شمائلِ حُرٍّ
- سُحبتْ للشمالِ فيها ذيولُ
- كيفَ أسلُو عن صاحبٍ ليسَ منه
- خَلفٌ يَشتَفي به لي غَليلُ
- ليسَ هيهَاتَ لي إليه سبيلُ
- إن دهري بمثله لبخيلُ
- زانه العقلُ والحصافة ُ والرأيُ
- وحسنُ البيانِ والتَّحصيلُ
- وعفافٌ يثنيه عن موقفِ الشّكِ
- إذا اطلقَ العِنان الجَهولُ
- مسعدٌ في الرّخاءِ سمحٌ شفيقٌ
- وله في النائباتِ برُّ وصولُ
- صادقُ الوُدِ ثابتٌ لا كخلٍ
- هو مستكرهُ الإخاءِ ملولُ
- خُلُقٌ كالزلال زلَّ عن الصّخرِ
- ونفسٌ للعيبِ عنها زليلُ
- واجتنابٌ لما يعابُ من الأمرِ
- وعرضٌ من الدناءِ صقيلُ
- حافظٌ للكتابِ يعنيه منه
- رافداه التنزيلُ والتأويلُ
- قائمٌ في الدّجى حليفُ صلاة ٍ
- من سناه وجهِه عليها دليلُ
- من يكنْ بعدَه العزاءُ جميلاً
- فاجتنابُ العزاءِ منه جميلُ
- ما علاه الصفيحُ في اللّحدِ حتى
- غالني بعدَه البكا والعويلُ
- أيّ مرأى ومنظرٍ لا يهول
- من خليلٍ عليه تربٌ مهيلُ
- ليس ما سالَ من جفوني دَمعاً
- هي نفسي تذوبُ ثمَّ تسيلُ
- فعليه سلامُ ذي العرشِ يهديه
- إلى حَشوِ قبره جبريلُ
- وأتاه من رحمة ِ الله كفلٌ
- هو بالخلدِ في الجنانِ كفيلُ
- سُقيتْ بالذنوبِ منها عِظامٌ
- ما لعُظمِ الذنوبِ فيها مقيلُ
- وإذا جادتْ الغوادي بوبلٍ
- فسقاه منها سحابٌ مخيلُ
- كيف ينساك من تركتَ عليه
- حسرة ً لاتني ووجداً يطولُ
المزيد...
العصور الأدبيه