الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يا نَفسُ! آهِ لِمَتْجَرٍ مُتَنزِّرِ، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
يا نَفسُ! آهِ لِمَتْجَرٍ مُتَنزِّرِ،
أبوالعلاء المعري
- يا نَفسُ! آهِ لِمَتْجَرٍ مُتَنزِّرِ،
- جرّبتُهُ، فرَجَعْتُ عَيْنَ المُخسَرِ
- أعَلى ابنِ أُدٍّ يَفترونَ، كما افترَتْ،
- قِدماً، على النّمْروزِ، شأنَ الأنسُرِ؟
- سرٌّ سيُعلَنُ، والحياةُ مُعارةٌ،
- ولتُقضيَنّ بها دُيونُ المُعسِر
- كخبيءِ نِعمَ وبئسَ، يخبأ فيهما،
- ويكونُ ذاكَ على اشتراطِ مفسِّر
- أنا في إسارِ الدّهرِ، لستُ بمُطلَقٍ
- أبداً، فأسْرِ أخا الطلاقَةِ، أوْ سِر
- والعيشُ جسرٌ نالَ من هو جاسِرٌ،
- أوْ كادَ فيهِ، وخابَ من لم يجسُر
- وإذا قَرَنْتَ بلامِ مِلكٍ مُضمَراً،
- فُتِحَتْ به، فكأنّها لم تُكسَر
- وكأنّ من بلَغَ العُلا لم ينخفضْ؛
- وكأنّ من فَقدَ الغنى لمْ يُوسِر
- ويَدُلُّني، أنّ المَماتَ فضيلَةٌ،
- كونُ الطّريقِ إلَيهِ غيرَ مُيَسَّر
- لوْلا نَفاستُهُ لسُهّلَ نهْجُهُ،
- كأذى الضّعيفِ على اللئيمِ المَكسِر
- آلَيتُ لوْ رُزقَ العديمُ فطانَةً،
- لنَفَى الهُمومَ، وباتَ غَيرَ مُحَسَّر
- ولئن يُعَدَّ حَمامَةً، خيرٌ لهُ
- من أن يُضافَ إلى ذواتِ المَنْسَر
- وإذا المُعَلّى عادَ أكثرَ مَغرَماً،
- فاقنَعْ بفَذّكَ من قِداحِ المَيسر
المزيد...
العصور الأدبيه