الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يا سابحاً يَصْهَلُ في غِرّةٍ! >>
قصائدأبوالعلاء المعري
- يا سابحاً يَصْهَلُ في غِرّةٍ!
- أينَ وجيهُ الخيلِ والذائِدُ؟
- آدَى له، في الدّهرِ، ما يبتغي،
- ثمّ أتاهُ قدَرٌ آئِدُ
- هل يأمن الحوتُ من الشُّهْب أن
- يأخُذَهُ، في الكِفّةِ، الصّائد؟
- أو حمَلٌ نُزّه، في الجوّ، أنْ
- يغتالَهُ، بالمدْيةِ، الكائد؟
- إن كانَ للمِرّيخِ عقلٌ، فما
- يَستُرُ عَنهُ أنّه بائد
- يُوصي الفتى بالأمرِ، من بعدِه،
- كأنّه، من بينِه، عائد
- يَكذِبُني الرائدُ، في زعمِهِ،
- ومُهلَكٌ، إن كذَبَ، الرائد
- والخيرُ لا يُكفَرُ، فليُحسنِ المسـ
- ـلمُ، والصَابىءُ، والهائد
- فوائِدُ الأيّامِ محبوبةٌ،
- وفاقدٌ، لذّتَها، الفائد
- فزجِّ دُنياكَ، فما يخلدُ الـ
- ـناقصُ، في العيشِ، ولا الزائد
- وإنّ منْهاجَ الرّدى يَستوي،
- فيه، مَسودُ القوم والسائد
- وإنّما يَلقى شُجاعُ الوغى،
- كما يُلاقي النّافرُ الحائِد
- تُقصَف، بالقدرةِ، رَضوى، كما
- يُقصَف هذا الغُصُنُ المائد
- ولو درى الموؤودُ ما عندنا
- منْ نبأٍ، ما عُتِبَ الوائد
- قد شُيّدَ القصرُ لسكّانِه،
- وغيرُ مَن يسكُنُه الشّائد
المزيد...
العصور الأدبيه