الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> يا أُمّ دَفرٍ! إنّما أُكرِمتِ عَنْ >>
قصائدأبوالعلاء المعري
يا أُمّ دَفرٍ! إنّما أُكرِمتِ عَنْ
أبوالعلاء المعري
- يا أُمّ دَفرٍ! إنّما أُكرِمتِ عَنْ
- أمَهٍ، وحَقُّكِ أن يُقالَ دَفارِ
- وإذا التَثَمْتِ ظُنِنتِ ذاتَ نَضارةٍ؛
- ومتى سَفَرْتِ قُبِحتِ في الإسفار
- غَلَبَ السّفاهُ، فكم تَلَقّبَ مَعشَرٌ
- بالمؤمنينَ، وهُمْ منَ الكفّار
- ومِن البَليّةِ، أن يُسَمّى، صادقاً،
- مَن وصفُهُ الأَولى كذوبٌ فار
- طلَبَ اللّئيمُ مِنَ اللّئام تَحَرّماً،
- والخافِرونَ أتَوهُ بالإخْفار
- ورَمَيْتُ أعوامي ورائيَ، مثلَ ما
- رَمَتِ المَطيُّ مَهامِهَ السُّفّار
- وركِبْتُ منها أربَعينَ مَطيّةً،
- لم تَخْلُ مِن عَنَتٍ وسوءِ نِفار
- بَذَلَ الكريمُ عَتائراً من سارِحٍ،
- فأفادَ من شُكرٍ عَتائرَ فار
- حادِثْ كتابَكَ، فهوَ آمَنُ جانباً،
- مِن أهلِ تَسبيدٍ، وأهلِ وِفار
- وفَوائدُ الأسفارِ جمعُ السِّفر، في الد
- نيا، تَفوقُ فَوائِدَ الأسفار
- والعِيسُ تؤثَرُ بالنُّضارِ، وتَمتري
- نَضْرَ المَعيشَةِ في فلاً وجِفار
- حَسَتِ الظلامَ، فآض تعصرُه الضّحى،
- من بينِ أعطافٍ، لها، وذَفار
- والطِّرْفُ، أجفَرَهُ القضاءُ، فخصّه،
- بالرّخصِ، ما فيهِ من الإجفار
- والآلُ شخصُ الحَيّ أينَ لقيتَهُ،
- فكأنّهُ، في المَينِ، آلُ قِفار
- شبَحٌ يَعودُ إلى التّرابِ، فينطوي،
- كهَشيمِ رُغلٍ، أو حُطامِ صُفار
- أينَ الخَليطُ، لقد تأبّدَ رَبعُهُ،
- والحَيُّ أجمَعُ حَلّ في أحفار
- أمَلٌ تَعَلّقَ بالنّجومِ، فلا تَقُلْ،
- عندَ النّعامِ، ولا مَعَ الأغفار
- رُمنا المآربَ بالسّفاهِ، ولم تكنْ
- لتُنال إلاّ بانتضاءِ شِفار
- ألقاكَ عن عُفرٍ، وجِسمي بنيَةٌ
- عَفريّةٌ، والزّنْدُ غيرُ عفار
- شَذّ التّقيُّ، فما يُقاسُ على أبي
- ذَرٍّ، وشيمَتُهُ رِجالُ غِفار
- أرأيْتَ أُسدَ الجِزْعِ، بعْد فريسِها،
- تَعتامُ بالأظفارِ جَزْعَ ظَفار؟
- والصّبحُ قد غَسَلَ الدّجى بمعينِه،
- إلاّ بقيّةَ إثمدِ الأشفار
- غُفرانَ ربّكَ، قلّما فعلَ الفتى
- ما لَيسَ مُحوِجَهُ إلى استغفار
المزيد...
العصور الأدبيه