الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> وجَدتُ النّاسَ كالأرَضينَ شتّى، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
- وجَدتُ النّاسَ كالأرَضينَ شتّى،
- فمِنْ دَمِثٍ يُرَيِّعُ، أو حِرارِ
- جليسُ الخيرِ كالدّارِيّ ألقى
- لكَ الرّيّا، كمُنتسَمِ العَرار
- ولكنْ ضدُّهُ، في الرَّبعِ، قَينٌ،
- أطارَ إليكَ مُفترِقَ الشَّرارِ
- يباكرُ ظالِمٌ جَنَفاً وعَرّاً،
- كما بكَرَ الظّليمُ على العِرار
- وحبُّ العيشِ أعبدَ كلَّ حرٍّ،
- وعلّمَ ساغباً أكلَ المُرار
- يوقِّرُهُ الكَرى، فيقَرُّ طوراً،
- ويمنَعُهُ الحِذارُ من القَرار
- ألاحَ فلمْ يَعُجْ، بغِرارِ نَومٍ،
- لبيضاتٍ وُضِعنَ على غِرار
- فما للمَينِ يُنطَقُ بالتّنادي؛
- وما للحَقّ يُهمَسُ في السّرار؟
- أصاحِ! كأنّ هذا الدّهرَ شَهرٌ،
- خُلقنا منهُ في ليلِ السّرار
- وكم عادٍ أبادَ، وكم ثمودٍ
- أتاها صالحٌ، ذاتَ المِرار
- فمهلاً يا مُتَمِّمُ! إنّ فِهراً
- حَوَتْ، من مالكٍ، ديَةَ الفُرار
- عتابُكَ خالداً لم يُجدِ شيئاً،
- ولا نَصُّ المَلامِ إلى ضِرارِ
- لجأتُ إلى السّكوتِ من التّلاحي،
- كما لجأ الجَبانُ إلى الفِرار
- ويجمَعُ منّيَ الشّفَتَينِ صَمتي،
- وأبخَلُ، في المَحافلِ، بافتراري
- وكانَ تأنُّسي بهِمُ، قديماً،
- عِثاراً، حُمّ في شأوِ اغتراري
- يئستُ من اكتِسابِ الخَيرِ لمّا
- رأيتُ الخَيرَ وُفّرَ للشِّرار
- ولم نحلُلْ بدُنيانا اختياراً،
- ولكن جاءَ ذاكَ على اضطرار
المزيد...
العصور الأدبيه