الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> لا يحسب الجود من ربّ النخيل جَداً، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
لا يحسب الجود من ربّ النخيل جَداً،
أبوالعلاء المعري
- لا يحسب الجود من ربّ النخيل جَداً،
- حتى تجودَ على السّود الغرابيبِ
- ما أغدرَ الإنس! كم خَشْفٍ تربَّبَهُم،
- فغادَرُوهُ أكيلاً بعد تَربيب
- هذي الحياةُ، أجاءتنا، بمعرفةٍ،
- إلى الطّعامِ، وسَترٍ بالجلابيبِ
- لو لم تُحِسّ لكان الجسمُ مُطّرحاً،
- لذْعَ الهَواجِرِ، أو وقَعَ الشّآبيب
- فاهجرْ صديقك، إن خِفْتَ الفساد به؛
- إنّ الهجاءَ لمبدُوءٌ بتشبيب
- والكفُّ تُقطعُ، إن خيفَ الهلاكُ بها،
- على الذّراعِ بتقديرٍ وتسبيب
- طُرْقُ النفوس إلى الأخرى مضلَّلة؛
- والرُّعبُ فيهنّ من أجل الرّعابيب
- ترجو انفساحاً، وكم للماءِ من جهةٍ،
- إذا تخلّصَ من ضيق الأنابيب
- أمَا رأيتَ صروفَ الدهرِ غاديةً،
- على القلوب، بتبغيضٍ وتحبيب
- وكلُّ حيٍّ، إذا كانتْ لهُ أُذُنٌ،
- لم تُخلِه من وشاياتٍ وتخبيب
- عجبتُ للرّوم، لم يَهدِ الزمانُ لها
- حتفاً، هداهُ إلى سابورَ أو بيب
- إن تجعَلِ اللّجّةَ الخضراء واقية،
- فالملكُ يُحفظُ بالخضرِ اليعابيب
المزيد...
العصور الأدبيه