الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> أبوالعلاء المعري >> إذا عِبتَ، عندي، غيريَ اليوم ظَالماً، >>
قصائدأبوالعلاء المعري
إذا عِبتَ، عندي، غيريَ اليوم ظَالماً،
أبوالعلاء المعري
- إذا عِبتَ، عندي، غيريَ اليوم ظَالماً،
- فأنتَ بظُلمٍ، عند غيريَ، عائبي
- عَرفْتُك، فاعلم، إن ذمَمتَ خلائقي
- ورابَكَ بعضي، أنّ كلّك رائبي
- فأينَ الذي في التُّربِ يُدفَنُ شخصُه،
- وأسرارهُ مدفونة في الترائب
- يظنُّ نبيهٌ غائباً مثلَ شاهدٍ؛
- وخاملُ قومٍ شاهداً مثل غائبِ
- وقدْ يُورثُ، المالَ البعيدَ، مضلَّلٌ،
- من الناسِ، يأبى وضعَهُ في القرائب
- وإنّ بني حوّاءَ زُورٌ عن الهدى،
- ولو ضُربوا بالسّيف ضرْبَ الغرائب
- ومن حُبّ دُنياهم رَمَوْا في وغاهُمُ
- بَغيضَ المنايا بالنفوس الحبائب
- وكم غَوّروا، في موردٍ وتظمّىء
- عيونَ رَكيٍّ، أوْ عيونَ ركائب
- وأسرَوْا على الخيْلِ العتاقِ، وأصمتوا
- نواطقَها، إلاّ تحَمْحُمَ هائب
- وشُدّ لسانُ الطِّرفِ، خوفَ صهيله،
- فقدْ ألجموا أفواهها بالسّبائب
- وغرّهُمُ صبحُ الوجوه، وفوقَهُ
- جوامدُ ليلٍ، سُمّيتْ بالذّوائبِ
- غرائزُ في شِيبٍ ومُردٍ، بمشرِقٍ
- وغرب، جرت مجرى الصَّبا والجنائب
- أرادتْ لها خُضْرُ المضارب والظُّبَى
- جلاءً، فلم تَبيضّ سودُ الضّرائب
- يقولُ الفتى: أُخِلصتُ غَيّاً ولم أرُح،
- وشائبُ فَوْدي بالتّوَرّع شائبي
المزيد...
العصور الأدبيه