الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> معروف الرصافي >> طرب الشعر أن يكون نسيبا >>
قصائدمعروف الرصافي
- طرب الشعر أن يكون نسيبا
- مذ أجالت لنا القوام الرطيبا
- وتجلت في مرسح الرقص حتى
- أرقصت بالغرام منا القلوبا
- أقبلت تنثي بقدِّ رَشيق
- ألبسته البرد القصير قشيبا
- قصرتْ منه كمِّه عن يديها
- وأطالت إلى الهنود الجيوبا
- حبسَ الخضرَ حيث ضاق ولكن
- من تزيا به، وفي الطيب طيبا
- خطرت والجمال يخطر منها
- في حشا القوم جيئة وذُهوبا
- وعلى أرؤس الأصابع قامت
- تتخطى تبخترا ووثوبا
- يعبس الانس أن تروح ذهابا
- ويعيد ابتسامه أن تئوبا
- فهي إن أقبلت رأيت ابتساما
- وهي إن أدبرت رأيت قطوبا
- نحن منها في الحالتين ترابا
- نرقب الشمس مطلعا ومغيبا
- تضحك الحموَّ في الصباح طلوعا
- ثم تبكيه في المساء غروبا
- أظهرت في المجال من كل عضو
- لعبا كان بالقلوب لعوبا
- فأرتنا من الجين صباحا
- فعجيبا من رقصها فعجيبا
- شابهت عطفة الغصون انثناء
- ما حيات أنوارهن الجُدوبا
- تلفِتُ الجيد للرجوع انصياعا
- كفطيم رأي على البعد ذِيا
- تثب الوثبة الخفيفة كالبرق
- صعودا في رقصها وصبوبا
- حركات خلالها سكنات
- يقف العقل بينهن سليبا
- وخطاً تفضح العُقود اتساقاً
- نظمتها تسرُّعاً ودبيباً
- بسمت كوكبا ومرت نسيما
- وشدْت بلبلا وفاهت خطيبا
- لهف نفسي على نضارة بغدا
- لتغني بوصفها عند ليبا
- او غدا الحسن شاعرا ينظم العشق
- قريضا ابدى بها التشبيبا
- هي كالشمس في البِعاد وإن كا
- ن إلينا منها الشعاع قريبا
- عمتِ الناسَ بالغرام فكل
- قد غدا عاشقا لها ورقيبا
- زَهرة تبهج النواظر حسناً
- ورُواءً وتُنعش الرُّوح طيبا
- هي دائي اذا شكوت من الداء
- وطبي اذا اردت طبيبا
- وأتت بعدها من الغيب أخرى
- يقتفي إثرَها الجمال جنيبا
- فأرتنا من الجبين صباحا
- ومن الخد كوكبا مشبوبا
- حملت بُندقية صوبتها
- نحو مستهدف لها تصويبا
- واستمرت رميا بها عن بنان
- لطفه ضامن له ان يصيبا
- تحسن الرمي تارة مستقيما
- وإلى الخلف تارة مقلوبا
- وانكبابا الى الامام واقعاسا
- كثيرا الى الوراء عجيبا
- وهي في كل ذا تصيب الرمايا
- مثلما طرفها يصيب القلويا
- لو أرادت رمي الغيوب وأغضت
- لاصابت خفيها المحجوبا
- مشهد فيه للحياة حياة
- تترك الواله الحزين طروبا
- قد شهدناه ليلة ً جعلتنا
- نحمد الدهر غافرين الذنوبا
- بين رهط شمَّ العرانين ينفي الـ
- عنى حديثهم والكروبا
- كرموا انفسا وطابوا فعالا
- وسموا محتدا وعفوا جيوبا
- كل ذي نجدة تراه لدى الفعل
- كريما وفى المقال اديبا
- تلك والله ليلة لست أدري
- في بلادي قضيتها ام غريبا
- كدت أنسى بها العراقَ وإن أنـ
- ـقى ندوبا بمهجتي فندوبا
- يا سواد العراق بيضك الدهر
- فاشبهت مقلتي يعقوبا
- شملت ريحك العقيم وقد كانت
- نت لُقوحاً تهب فيك جنوبا
- أين أنهارك التي تملأ الارض
- غلالا بسيحها وحبوبا
- اذ حكت ارضك السماء نجوما
- دَ استحالت كذُورة وشحوبا
- أين بغداد وهي تزهو علوما
- وزروعا واربعا ودروبا
- أَقفرْت أرضها وحاق بها الجهـ
- فجاشت دواهيا وخطوبا
المزيد...
العصور الأدبيه