الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمود درويش >> الحزن و الغضب >>
قصائدمحمود درويش
- الصوت في شفتيك لا يطرب
- و النار في رئتيك لا تغلب
- و أبو أبيك على حذاء مهاجر يصلب وشفاهها تعطي سواك و نهدها يحلب
- فعلام لا تغضب
- -1-
- أمس التقينا في طريق الليل من حان لحان
- شفتاك حاملتان
- كل أنين غاب السنديان
- ورويت لي للمرة الخمسين
- حب فلانه و هوى فلان
- وزجاجة الكونياك
- و الخيام و السيف اليماني
- عبثا تخدر جرحك المفتوح
- عربدة القناني
- عبثا تطوع يا كنار الليل جامحة الأماني
- الريح في شفتيك تهدم ما بنيت من الأغاني
- فعلام لا تغضب
- -2-
- قالوا إبتسم لتعيش
- فابتسمت عيونك للطريق
- و تبرأت عيناك من قلب يرمده الحريق
- و حلفت لي إني سعيد يا رفيق
- و قرأت فلسفة ابتسامات الرقيق
- الخمر و الخضراء و الجسد الرشيق
- فإذا رأيت دمي بخمرك
- كيف تشرب يا رفيق
- -3-
- القرية الأطلال
- و الناطور و الأرض و اليباب
- و جذوع زيتوناتكم
- أعشاش بوم أو غراب
- من هيأ المحراث هذا العام
- من ربي التراب
- يا أنت أين أخوك أين أبوك
- إنهما سراب
- من أين جئت أمن جدار
- أم هبطت من السحاب
- أترى تصون كرامة الموتى
- و تطرق في ختام الليل باب
- و علام لا تغضب
- -4-
- أتحبها
- أحببت قبلك
- و ارتجفت على جدائلها الظليلة
- كانت جميله
- لكنها رقصت على قبري و أيامي القليلة
- و تحاصرت و الآخرين بحلبة الرقص الطويلة
- و أنا و أنت نعاتب التاريخ
- و العلم الذي فقد الرجوله
- من نحن
- دع نزق الشوارع
- يرتوي من ذل رايتنا القتيلة
- فعلام لا تغضب
- -5-
- إنا حملنا الحزن أعواما و ما طلع الصباح
- و الحزن نار تخمد الأيام شهوتنا
- و توقظها الرياح
- و الريح عندك كيف تلجمها
- و ما لك من سلاح
- إلا لقاء الريح و النيران
- في وطن مباح
المزيد...
العصور الأدبيه