الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمود درويش >> الآن، إذ تصحو، تذكر, >>
قصائدمحمود درويش
- الآن، إذ تصحو، تذكر رقصة البجع الأخيرة.
- هل رقصت مع الملائكةِ الصغارِ وأنت تحلمُ؟
- هل أضاءتك الفراشةُ عندما احترقت بضوء الوردة الأبدي؟
- هل ظهرت لك العنقاءُ واضحةً... وهل نادتك باسمك؟
- هل رأيت الفجر يطلع من أصابع من تُحبُّ؟
- وهل لمستَ الحُلمَ باليد، أم تركت الُحلمَ يحلُمُ وحدهُ، حيث انتبهت إلى غيابك
- بغتةً؟
- ما هكذا يُخْلي المنام الحالمونَ، فإنهم يتوهجون،
- ويكملون حياتهم في الحُلمِ..
- قل لي كيف كنت تعيش حُلمك في مكان ما،
- أقل لك من تكون
- والآن إذ تصحو، تذكر:
- هل أسأت إلى منامك؟
- إن أسأت إذاً تذكر
- رقصة البجع الأخيرة!
- تُنسى، كأنك لم تكن,
- تُنسى، كأنك لم تكن
- تُنسى كمصرع طائر
- ككنيسة مهجورة تُنسى،
- كحب عابر
- وكوردة في الليل... تُنسى
- ****
- أنا للطريق... هناك من سبقت خُطاه خُطاي
- من أملى رؤاه على رؤاي. هناك من
- نثر الكلام على سجيّته ليدخل في الحكاية
- أو يضيء لمن سيأتي بعده
- أثراً غنائياً... وحدسا
- ***
- تُنسى، كأنك لم تكن
- شخصاً، ولا نصاً... وتُنسى
- ***
- أمشي على هدي البصيرة، ربما
- أعطي الحكاية سيرة شخصية. فالمفردات
- تسوسني وأسوسها. أنا شكلها
- وهي التجلّي الحر. لكن قيل ما سأقول.
- يسبقني غدٌ ماضٍ. أنا مَلِك الصدى.
- لا عرش لي إلا الهوامش. والطريق
- هو الطريقة. ربما نسيَ الأوائل وصف
- شيء ما، أُحرّك فيه ذاكرة وحسّا
- ***
- تُنسى، كأنك لم تكن
- خبراً، ولا أثراً... وتُنسى
- ***
- أنا للطريق... هناك من تمشي خطاه
- على خطاي، ومن سيتبعني إلى رؤيايَ.
- من سيقول شعراً في مديح حدائق المنفى،
- أمام البيت، حراً من عبارة أمس،
- حراً من كناياتي ومن لغتي، فأشهد
- أنني حيّ
- وحرّ
- حين أُنسى
المزيد...
العصور الأدبيه