الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد القيسي >> راية في الريح >>
قصائدمحمد القيسي
- بحثت بأدمعي عنكم
- وناشدت الرياح السود عن أحوالكم خبرا
- صدى ذكراكم ينداح في غور الجوانح ,
- كاحتراق مشاعل الذكرى
- ولا من بارق منكم
- يمنّيني وينعش قلبي المحرور بالأفياء
- ترى ما زلتم أحياء ؟!
- يعذّبني الغياب فكيف يا اهلي تغربتم ؟
- عن الليمون والتين
- وعن عشّ الحساسين
- على الزيتونة التي حفرت على أغصانها أسمى محبتّكم
- عن البلد الذي روّت ثراه دماؤكم ,
- في ساعة الهول التي كانت سنابكها .
- تدوس زهورنا الخضراء , تفرش أرضنا حزنا ؟
- تشرّدتم
- ولكن ما تخاذلتم
- ولا بنتم
- عن الأرض التي في قلبها يوما توحّدتم
- وها أنتم بلا أرض ولا دار
- ***
- وعدت إليكم عبر الليالي السود من منفاي
- أقاسي خيبة الآمال ,
- أبحث عن أحبتي الذين طواهم الغدر
- على جسر الدموع وجدتكم , لا ظلّ , لا مأوى
- ولا زاد , ولا سلوى
- تمدّدتم على وجع ,
- على جوع ,
- على عري ,
- رفضتم ذلة الشكوى
- وكان الحزن يرفدكم , يمدّ وجودكم معنى
- يشدّ خطاكمو للأرض ,
- يزرعكم بعين الشمس وهج تمرّد , قمما .
- ***
- قدمت إليكم وقد افترشتم حلّة الغبراء
- وكان ندائي المكموم
- يعانق جرحكم والأرض تصرخ ,
- - غاص نبع الصفو , غشّى
- جبهة الأفق الكئيب وشاح أرملة ,
- حنت ريح المنايا غصن واحدها
- فأحلكت الدروب أسى ,
- ومات الصبح مخنوقا على بوّابة الأحزان-
- " يا تعبي , يا شقاي .
- يا شماتة عداي "
- نواحك أيقظ الأوجاع في صدري
- وأطفأ في عيوني شعلة الفجر
- رأيت تحّجر الآلام في الأحداق
- سؤالا حائرا مجروح
- إلى أينا ؟
- تظلّ قوافل الأحباب تغرب عن بيادر ارضنا , تنأى
- يرافقها حنين النورس الباكي إلى مرفأ
- ارقب يا أحبائي خطاكم وهي تعبر ضفّة النهر
- وفي عينيّ أحمل ما بأعينكم من الأحزان والقهر
- فمي سدّ أمام تفجّر الكلمات
- تعذّبني من الأعماق
- وتغرس شوكها في قلبي الدامي
- لأن الصمت والكلمات ما أقساهما مأساة
- فيا عاري إذا ما زالت الكلمات
- سلاحي , والطريق علامة حمراء
- فكيف أصمّ آذاني وأقعد عن نداء الأرض والشهداء ؟
- وفي عينيّ إصراري
- وشاهدة كتبت حروفها من جرحي الناري
- لترفع فوق قبري راية في الريح
- " فلسطينية أرضي
- فلسطينية أرضي "
المزيد...
العصور الأدبيه