الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قاسم حداد >> خطاطون >>
قصائدقاسم حداد
- يتناوب تسعة خطاطين على جسدي
- بالقصب الطازج والآيات وحبر الجنة،
- يهتاجون كتاج الهودج في العرس،
- ويبتهجون،
- ويفترعون عذاراهم في علانيةً.
- خطاطون أصحاء،
- ويختبرون صنوف الخط بعشقٍ مشحوذ الحرف.
- أصابعهم تتوتر في غنجٍ من فرط الحب،
- ويخترقون اللحم،
- يكزون على عاج الفضة،
- يطفر زئبقهم مختلطاً بالصهد
- على جسدٍ مرضوضٍ بالخيل وشطح الخط.
- يطغون بكحل العين على فودي،
- ويرشح خمر الوجد على أطراف محابرهم،
- ولهم رقع ينضح ماء الشهوة فيها،
- يتدلى نصف كلام الله على ثلثي طنافسهم،
- يجلون الثلث الأسود
- مثل سيوف الحق الواضح في جسدي.
- يتهجون الكوفة والبصرة،
- ينداحون كخمر الهودج،
- يختارون الناضج من قصب التذكار،
- ويغتصبون الأبكار من الكلمات،
- فينهض في جسدي جيش النوم ونرد الليل ،
- يدب البنج الأسود مثل الفتنة.
- يستعرون، يزفون عذاراهم في جسدٍ يتغرغر بالرغبة.
- ينهالون، يخطون الخط ويبتهلون،
- كأن الله يكافئهم بالجنة في جسدي .
- تسعة خطاطين أجلاء،
- تؤيدهم روحي بالمحو،
- فيضطربون ويختلطون بوحي الحرف،
- ينزون الدم
- ويمتزجون بشفرتهم في قصبٍ مختلج الأوداج
- على جسدٍ يشبق في ليل ضحاياه ،
- يكاد المعجز،
- يلتهب النص على أعضاءٍ خاشعةٍ،
- فتشب الشهوة في مذبوح الروح ،
- يهب الخطاطون
- يلوبون بتسع مرايا موغلةٍ في السر،
- يفضون الختم عن الأبواب التسعة
- في أشلاءٍ خائفةٍ،
- وكلام الله يزين بالأسماء زجاج المشكاة ويحرسها.
- تسعة خطاطين
- يذوبون لفرط الشطح
- ومجد الجسد الذاهب في الشطرنج وزهر النوم.
المزيد...
العصور الأدبيه