الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قاسم حداد >> حين مات الرقص على العتبات >>
قصائدقاسم حداد
حين مات الرقص على العتبات
قاسم حداد
- أوقفني الريش القائم في غيمٍ
- قال تعال
- امتد على سقف الكون تكون
- فأريك الآتي في جيب الغيب
- أريك مساجد ساجدة للناس
- أريك لجؤا يتوسع
- يسع الخارج والهارب والمطرود
- أريك جنود الوطن الممتد يهيمون بلا ماء في الليل
- أريك صحار تركض نحو المدن المتراكمة
- المقهورة في الليل
- تعال أريك الرؤيا
- أوقفني في عتبات الفجوة
- بين الفعل و رد الفعل
- انظر فرأيت الفضة فوق فراش الرؤيا تستلقي
- تلقي عطر ظفائرها الشامل
- تشملني بالعطر وتسكرني
- فدخلت
- الشيء الحلو يؤانسني في باب الرقص
- دخلت تعال
- انهال الرقص على العتبات وشد يدي
- وقفت على شفرة باب الرقص
- وكان الفتيان يشدون خصور الحلوات
- ويعزف شيء أسطوري النبع
- رأيت الرقص يضج بعنف
- يغرق يغرق
- ويموت ببطء كالشجر المحروق
- يتداعى يتهاوى ويموت
- رأيت الرقص يموت
- كأن الخشب المنخور بداخله يتهدم
- يتلاشى كرماد الشجر المحروق
- كان الرقص جميلا
- كان الرقص المذبوح جميلا
- والموت السري يزو بع
- هذا رقص الشجر المحروق يموت كموت الناس
- بسلسال العطر المسموم
- رأيت الرقص يلوح لي بالفحم وبالأشلاء
- ويقذفني ببكاء الأقدام المنذورة
- للرقص وللحرق
- حملت بكاء القدم المقتول وكان يقول
- اعرف وجعي
- سيكون الموت قميصا للفزاعات البشرية
- فاحفظ وجعي
- سيموت الخلق المائل والمكسور
- يثور الوجع الكوني
- احفظني احفظني
- خذ أوسمة الرقصة مني
- فقال كفى
- الموت هناك يطاردني وكفى
- طالعت الريش الناعم كان يراقبني
- تعال الرقص يموت
- يموت الناس على الساحات بلا إيقاع
- فالدولة سوف تجيز القتل على أنغام زفاف الشمس
- تعال تعال
- تعال أريك الزف الزاهي.*
المزيد...
العصور الأدبيه