الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قاسم حداد >> حكمة النساء >>
قصائدقاسم حداد
- أجهشت النساء المغدورات برجالهنَّ
- و أوشك الجزعُ أن يبلغ بهنّ
- ليرمين خواتمهنَّ في وجوه الرجال
- لكنهن استدركن فأمسكن عن الخلع
- واستدرن نحو دُورهنَّ
- يدهنَّ الأسرَّةَ بالتوابل
- ويؤجّجن القناديل بزعفران السهرة
- و يذهبنَ في استجواب المرايا
- يشحذنَ َ أسماء عشاقهنَ بالأكباد
- وكان في ذلك حكمة
- سألتْ امرأةٌ
- وهي تشقُّ القمصان من كل جانب
- لماذا لا تطلق الغابة كائناتها فصلاً واحداً
- تمتحن بها طبيعة النساء المغدورات
- رهينات الوحشة في الغرف الشاسعة
- مثل شتاء الغربة؟
- سألتْ امرأةٌ ، محسورة الروح
- وكان في ذلك حكمة
- أخذت امرأةٌ عدّةَ زوجها
- وبدأت في كسر أرتاج الأبواب
- وخلع النوافذ بستائرها المسدلة
- فتحت ثغرات الفضاء في جوانب الدار
- وسمحت لشمس الليل أن تسهر في البهو
- وللنجوم أن تحرس المداخل
- لئلا يستوحش كائن في الظلام
- كانت تلك مبادرة باسلة
- استيقظت بها أحجار الغابة
- ونهضت لها شكيمة المبارزات
- لم تكن المرأة وحيدة في شهوة الشغل
- وكان في ذلك حكمة
- سحبتْ امرأةٌ سريرها المشبوق نحو حوش الدار
- و أطلقت وحش الأساطير في بخور الأرجاء
- ثم طفقت في الأغنية
- كانت جوقة الملائكة معها
- و مجامر العنبر معها
- ومعها قندة الليل تحرسُ السهرة
- فطاب لها أن تقترن بالهواء
- وكان في ذلك حكمة
- أخرجت امرأة صندوق عرسها
- المكتظ برسائل الحب
- وراحت تتلو أجمل الكلام
- كمن يقرأ التعاويذ في محراب
- فأخذ المارة يتقاطرون حولها
- مأخوذين بكلام الأكباد
- وكانت المرأة ملتذّة كأنها في الحب
- وشبح الشخص ماثلٌ في الذاكرة
- طفقت الريح تمدح الكلام
- كمن يوقظ الفتنة
- وكان في ذلك حكمة
- حلّتْ سيدةُ البيت شعرها
- وبدأت تغزل به حجاباً غامضاً
- يغلب القاطن المستقر
- ويغري الرأس بوسائل السفر
- بكت معها غريزة الغريب
- وبكت عليها حكمة القلب
- فاحتدم حشد من كائنات اللذة
- يؤلفن الكتب
- و يؤثثن الطبيعة بالأسرار
- و كان في ذلك حكمة
- نساءٌ مغدورات برجالهن
- يغدرن بهم
- ويكشفن لهم ذريعة الفتنة
- كأنَّ في ذلك حكمة .*
المزيد...
العصور الأدبيه