الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قاسم حداد >> أيها الغريب الغريب >>
قصائدقاسم حداد
أيها الغريب الغريب
قاسم حداد
- صار في أقدامه شوك
- ولا يأمن السعة
- كل راحةٍ فخ أو احتمال له
- يستجيب لكل الغوايات
- مرة قال له الغريب
- ( أيها المطمئن ذو اللسان الأعوج
- تعال )
- فلم يتأخر
- ركض في طريقٍ على كل الطرق
- تقمص الظلام فابتكر ضوءا
- تاهت له الأبصار
- قيل جنون
- وقيل خرس يدب في اللغة
- أيها الغريب الغريب تأخرت
- يطرح أسئلة على الأجوبة
- يستسهل المعجز
- ويأخذ الجبل في رحيله
- لم يقنع بالنهايات وأطراف الحروب
- حروبه القتال الطويل والترصد
- عقد أحلافا مع المرايا
- وراح يغرر بعذارى الكلمات
- ويزني بها فتسمو
- يبحث عن الواضح الذي صار ،
- يؤآلف بين الوحش والغريب
- يقول للرمح أنا نقيضك
- يصغي إلى الطريدة التي تتدافع
- وتتدارك وتهفو وتحنو على حليبة الطير
- تنقاد لمهوى السماء تداوي جراح النبيين
- تدنو تتغافل تغفو وتنداح
- لها للتي ضاع ميراثها
- تتداعى وتلهو
- لها للتي ليس ميعادها في وصولٍ
- وتنجو من الحياة
- يصغي إلى الطريدة يصغي
- ويغلق الصحراء في وجهها
- يقول لها ارجعي
- طاردي الرمح والرامي
- لا رمية أنت
- ولا فلاة مفتوحة
- أضيق من خاتمٍ هذا المدى
- أضيق
- فاسترجعي وارجعي
- واستعيدي عنصر المذابحة
- له الغابة والغيم ويغوي
- يهدهد القتلى ويحنو على الدم
- عيونه تحضن الأفق
- ولا باب جدير بالثقة
- كل نافذةٍ تطل على سجنٍ
- على قيدٍ وزنزانةٍ
- مفاتيحه الريح والراحة نعش له
- أو ضريح
- لا يطوي مزاليجه إلا عند طفل
- وأطفاله طلع وطيور
- يبسط الماء لأوهامه سجادة
- مرة قال له الغريب
- ( أيها الغريب الغريب
- أجج لغاتٍ
- وافتح كتابة الماء
- إفتح صلاة بلا إله)
- ولم يتأخر
- ركض في طريقٍ طفلةٍ
- وأزهرت أقدامه شوكا
- أيها الغريب الغريب
- لا يتأخر العرس
- تأبط أحزانا كثيرة وجاء
- وكان قد اكتشف طرقا في الطريق
- وأسئلة وشكا في الأجوبة
المزيد...
العصور الأدبيه