الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قاسم حداد >> أنخاب الوقيعة >>
قصائدقاسم حداد
- أعطيك قوساً مثلما أعطيتني
- ليديك متسع، وماء للندى .. فارتد
- كي تمشي بلا قدمين .
- هذي جنة الأحياء إن ماتوا
- وتابوت لأطفالي
- لتفتح .
- إنه قوس على مستقبل الماضي .
- لتفتح
- إنه جبانة الأيام .
- هات الكأس ها أعطيك نخبا مثلما أعطيتني
- لا تحتمي في شهوة النسيان
- أن أعطيك أيامي و أدفع بالهوادج في اتساع يديك
- لا يغري بمحتمل من النكران
- هذي جنة مخفورة بالسيف والخوذات والحرب التي هربت
- وتمشي مثل عوسجة بلا هدف ولا عنوان
- ها أعطيك أقواسا ملفقة لئلا تهتدي للماء
- لو أعطيتني لغة تحارب نفسها
- فالنخل في تابوته الرملي
- ها أعطيك ياقوتا وصافنة وبحارين
- أعطيك الحيازيم السريعة
- ربما أعطيتني مدنا و أسرى
- ربما جندا وكشافين، أو أعطيتني ماءا بلا قدح
- وسميت الهواء زجاجة تمشي وخمرا
- ربما أوشكت أن تعطي يدي حجرا لكي أبني
- فأوشكت الفجيعة
- مثلما .
- لكنني أعطيك أقواسا مطهمة، وتذكرة لمحتمل الوشيعة
- ربما أعطيك تاريخا كما أعطيتني
- و أهيئ الطقس المشاغب و الفصول، كأن قانون الطبيعة
- يمشي كما أعطيك
- لو أوشكت أن تمشي بلا قدمين
- لو حاولت أن تحتال، أن ترتد ..
- كنت رأيتهم يردون
- بحارون منجردين في خشب المدى
- لا النورس المرسوم في جسدي سيرشدهم
- ولا نجم سيأخذهم إلى الدار الوسيعة
- لتفتح
- إنه قوس على مستقبل الأيام
- و الأفق الذي يفضي لمفترق الخديعة
- يا بحر
- إن أعطيك أحلامي، فلا تغريك غافلة السفائن
- إن بدت مهتاجة في الريح أو مشحونة بدم الوجيعة
- أعطيك أفلاكا مدججة، وتعطيني قراصنة ومكتشفين
- تعطيني .
- أرى فيما أرى
- جسد الرقيق مجللا بالزيت الزرنيخ و الأمم الصريعة
- يا بحر
- ما أعطيك لا يكفي لكي أنسى
- ولا يدعوك للنسيان .
- فلتشرب
- إذا أعطيتني ..
- أسقيك من كأس الوقيعة .
المزيد...
العصور الأدبيه