الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> فاروق جويدة >> وعادت حبيبتي >>
قصائدفاروق جويدة
- يا ليل لا تعتب علي إذا رحلت مع النهار
- فالنورس الحيران عاد لأرضه.. ما عاد يهفو للبحار
- وأنامل الأيام يحنو نبضها
- حتى دموع الأمس من فرحي.. تغار
- وفمي تعانقه ابتسامات هجرن العمر حتى إنني
- ما كنت أحسبها.. تحن إلى المزار
- فالضوء لاح على ظلال العمر فانبثق النهار
- * * *
- يا ليل لا تعتب علي
- فلقد نزفت رحيق عمري في يديك
- وشعرت بالألم العميق يهزني في راحتيك
- وشعرت أني طالما ألقيت أحزاني عليك
- الآن أرحل عنك في أمل.. جديد
- كم عاشت الآمال ترقص في خيالي.. من بعيد
- و قضيت عمري كالصغير
- يشتاق عيدا.. أي عيد
- حتى رأيت القلب ينبض من جديد
- لو كنت تعلم أنها مثل النهار
- يوما ستلقاها معي..
- سترى بأني لم أخنك و إنما
- قلبي يحن.. إلى النهار
- * * *
- يا ليل لا تعتب علي..
- قد كنت تعرف كم تعذبني خيالاتي
- وتضحك.. في غباء
- كم قلت لي إن الخيال جريمة الشعراء
- و ظننت يوما أننا سنظل دوما.. أصدقاء
- أنا زهرة عبث التراب بعطرها
- ورحيق عمري تاه مثلك في الفضاء
- يا ليل لا تعتب علي
- أتراك تعرف لوعة الأشواق؟
- و تنهد الليل الحزين و قال في ألم:
- أنا يا صديقي أول العشاق
- فلقد منحت الشمس عمري كله
- وغرست حب الشمس في أعماقي
- الشمس خانتني وراحت للقمر
- و رأيتها يوما تحدق في الغروب إليه تحلم بالسهر
- قالت: عشت البدر لا تعتب
- على من خان يوما أو هجر
- فالحب معجزة القدر
- لا ندري كيف يجئ.. أو يمضي كحلم.. منتظر
- فتركتها و جعلت عمري واحة
- يرتاح فيها الحائرون من البشر
- العمر يوم ثم نرحل بعده
- ونظل يرهقنا المسير
- دعني أعيش ولو ليوم واحد
- وأحب كالطفل.. الصغير
- دعني أحس بأن عمري
- مثل كل الناس يمضي.. كالغدير
- دعني أحدق في عيون الفجر
- يحملني.. إلى صبح منير
- فلقد سئمت الحزن و الألم المرير
- * * *
- الآن لا تغضب إذا جاء الرحيل
- و أترك رفاقك يعشقون الضوء في ظل النخيل
- دع أغنيات الحب تملأ كل بيت
- في ربى الأمل الظليل
- لو كان قلبك مثل قلبي في الهوى
- ما كان بعد الشمس عنك و زهدها
- يغتال حبك.. للأصيل
- * * *
- يا ليل إن عاد الصحاب ليسألوا عني.. هنا
- قل للصحاب بأنني
- أصبحت أدرك.. من أنا
- أنا لحظة سأعيشها
- و أحس فيها من أنا؟!
المزيد...
العصور الأدبيه