الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> غادة السمان >> أميرة في قصرك الثلجي >>
قصائدغادة السمان
- أين أنت أيها الاحمق الغالي ؟
- ضيعتني لأنك أردت امتلاكي ! ....
- * * *
- ضيعتَ قدرتنا المتناغمة على الطيران معاً
- وعلى الإقلاع في الغواصة الصفراء ...
- * * *
- أين أنت ؟
- ولماذا جعلت من نفسك خصماً لحريتي ،
- واضطررتني لاجتزازك من تربة عمري ؟
- * * *
- ذات يوم ،
- جعلتك عطائي المقطر الحميم ...
- كنت تفجري الأصيل في غاب الحب ،
- دونما سقوط في وحل التفاصيل التقليدية التافهة ..
- * * *
- ذات يوم ،
- كنتُ مخلوقاً كونياً متفتحاً
- كلوحة من الضوء الحي ...
- يهديك كل ما منحته الطبيعة من توق وجنون ،
- دونما مناقصات رسمية ،
- أو مزادات علنية ،
- وخارج الإطارات كلها ...
- * * *
- لماذا أيها الأحمق الغالي
- كسرت اللوحة ،
- واستحضرت خبراء الإطارات ؟
- * * *
- أنصتُ إلى اللحن نفسه
- وأتذكرك ...
- يوم كان رأسي
- طافياً فوق صدرك
- وكانت اللحظة ، لحظة خلود صغيرة
- وفي لحظات الخلود الصغيرة تلك
- لا نعي معنى عبارة "ذكرى" ..
- كما لا يعي الطفل لحظة ولادته ،
- موته المحتوم ذات يوم ...
- * * *
- حاولت ان تجعل مني
- أميرة في قصرك الثلجي
- لكنني فضلت أن أبقى
- صعلوكة في براري حريتي ...
- * * *
- آه أتذكرك ،
- أتذكرك بحنين متقشف ...
- لقد تدحرجت الأيام كالكرة في ملعب الرياح
- منذ تلك اللحظة السعيدة الحزينة ...
- لحظة ودعتك
- وواعدتك كاذبة على اللقاء
- وكنت أعرف انني أهجرك .
- * * *
- لقد تدفق الزمن كالنهر
- وضيعتُ طريق العودة إليك
- ولكنني ، ما زلت أحبك بصدق ،
- وما زلت أرفضك بصدق ...
- * * *
- لأعترف !
- أحببتك أكثر من أي مخلوق آخر ...
- وأحسست بالغربة معك ،
- أكثر مما أحسستها مع أي مخلوق آخر ! ...
- معك لم أحس بالأمان ، ولا الألفة ،
- معك كان ذلك الجنون النابض الأرعن
- النوم المتوقد .. استسلام اللذة الذليل ...
- آه اين أنت ؟
- وما جدوى أن أعرف ،
- إن كنتُ سأهرب إلى الجهة الأخرى
- من الكرة الأرضية ؟ ...
- * * *
- وهل أنت سعيد ؟
- أنا لا .
- سعيدة بانتقامي منك فقط .
- * * *
- وهل أنت عاشق ؟
- أنا لا .
- منذ هجرتك ،
- عرفت لحظات من التحدي الحار
- على تخوم الشهوة ...
- * * *
- وهل أنت غريب ؟
- أنا نعم .
- أكرر : غريبة كنت معك ،
- وغريبة بدونك ،
- وغريبة بك إلى الأبد .
المزيد...
العصور الأدبيه