الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عثمان لوصيف >> جرس لسماوات تحت الماء >>
قصائدعثمان لوصيف
- جرس أطارده فيجرحني الرنين
- صدى يسافر في يدّي
- غمامة تدنو وأخرى تهربُ
- وأنا أهرول في سهوب العمر
- أبحث عن جراحاتي التي انهمرت هنا
- بالأمس منّي هل رعاها الأنبياء
- فبرعت مزهوّة
- أم أنها طارت إلى آفاقها تتلهّبُ
- ويسيل لحن من فمي
- فإذا البروق تدغدغ الأرض المريضة
- تمسح الأعشاب والأهدابَ
- والشجرُ المضرّج بالصبابة.. يطربُ
- وإذا الطبيعة كلها سرّ يكاشفني
- فأبصر في مراياها الحميمة طفلة عصماء
- تسقيني الحنان فأشربُ
- وأصير طفلا يستجيب للغوها
- ويضيع في أحداقها الخضراء
- يا ليت الطفولة سحرها لا يذهبُ
- آهٍ ! على جرس توغّل في الضباب
- فلا يعود سوى زفرات ناي نازف
- أمطاره لا تتعبُ
- أشدو .. أصلّي فالعناصر كلها تتأهّبُ
- شوق النواميس استبدّ
- ولألأت أسطورة قد مسّها الإغواء
- فالكون استوى أيقونة من فضة
- وأنا أنت نسيح في تاريخها
- ماذا؟ وروحانا توحّدتا بها
- هل تبصرين قصيدة
- في مهرجان سطوعها تتوثّبُ؟
- يا حبُّ يا جمر الكلام أعد.. أعد ما تكتبُ !
- -2-
- من أين حنجرة بزغت على الوجود
- موقّعا تاريخك الشبقيّ
- يا وجعا سماويا ويا شفقا مذاب ؟
- هل كنتَ في رحم السدائم
- ثم إذ خنّت إليك الأرض بعد سقوطها
- في دورة الأشياء مزّقت الحجاب
- وهرقت عشقك أنجما وحمائما
- تنساب في غبش أنجما الضباب ؟
- يا أيها الجرح الإلهي اشتعل
- وخذ الخطاب
- أنت الندى.. أنت المدى
- أنت البداءة أنت.. أنت أنا
- وأنت قصيدتي تجتاح هذا البرزخ المهجور
- تخترق السراب
- وتفيض ملء حقولنا الجدباء
- عيدا من سحاب
- جرس.. هو النبض السديميّ البعيد
- هو الهوى الكونيّ وهو المعجزات الألف
- تزهر في كتاب
- يا أيها السارون في عمه الدجى
- سيروا على إيقاع هذا الحرف
- وانتصروا .. لكم سهري شهاب
- برق هو الصوفيّ.. واللغة النبيّة
- وابل يغشى اليباب !
المزيد...
العصور الأدبيه