الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عبد الرحمن العشماوي >> نقش على حائط الجراح >>
قصائدعبد الرحمن العشماوي
- ما جئت أسأل عنكِ التين والعنبا
- ولا أجادل فيكِ الترك والعربا
- ما جئت أسأل عنك الليل ممتشقا
- سواده، تحتوي ظلماؤه الشهبا
- ما جئت أسال عنكِ ملتوياً
- ولا الحواجز والأشواك والحجبا
- ولا الطوواغيت كم باغوا ضمائرهم
- جهراً، وباعوا الإباء الحر والنسبا
- ما جئت أسأل عنكِ النائمين على
- أوهامهم، والذين استرخصوا الذهبا
- ما جئت أسال عنك السيف كيله
- في غمده، فارس يستمرئ اللعبا
- ما جئت أسال عنكِ الصمت غلفنا
- فلم نُطِقْ بعده أن نبلغ الأربا
- وجئت أسأل أيتاماً حناجرهم
- بحثت وما وجدت أماً لهم وأبا
- تلفتوا ، ورياح الظلم عاصفة
- والهاربون استلذوا الخوف والهربا
- وانصتوا فإذا الغربان تنشدهم
- نعيقها، والمآسي تقتل الطربا
- وأبصروا فإذا أبناء جلدتهم
- يرقصون القوافي الحمر والخطبا
- ويرفعون شعارات مضللة
- تسيل خبثاً، ويندى عودها كذبا
- ***
- ***
- قد جئت أسأل أطفالاً ، ضمائرهم
- تأبى الخداع وتأبى الياس والعطيا
- وأيقنوا بجلال الله، فانطلقوا
- لا يبتغون إلى غير الهدى سببا
- خاضوا معاركهم ، والهاربون على
- أرائك الصمت، يستفتون من ذهبا
- ***
- ***
- هذي انتفاضتهم شبت مواقدها
- فكيف نمنع عنها الزيت والحطبا
- وكيف نغلق أبواباً لو انفتحت
- لسيروا في سماء المعتدي سحبا
- لم تلق نخلتهم كفا تؤبرها
- فكيف نطلب منها التمر والرطبا
- ما جئت أسأل إلا الصاعدين إلى
- عليائهم، وسواهم يعبد اللقبا
- هذا قتيلي، فمن ياقوم يدفنه
- ومن يلبي لنا من قومنا طلبا؟
- ***
- ***
- عفواً، إذا جئتمونا، سوف نسكنكم
- خيامنا ، وأعذرونا بيتنا خربا
- يا أمة العرب أفناكم تسابقكم
- إلى الخلاف، فمن ذا أحرز القضبا؟
- يمزق الطفل تمزيقاً وما ذرفت
- عين السياسة، أو أبدت له غضبا
- فإن أبيتم فسيروا في مواكبكم
- وفتشوا صحف الأعداء والكتبا
- يا قومنا أقبلوا حتى نعلمكم
- أنا امتشقنا الحصى للحرب والخشبا
- عفواً، إذا جئتمونا، سوف نسكنكم
- خيامنا ، وأعذرونا بيتنا خربا
- وسوف نحرسكم من كل قنبلة
- ترمى عليكم، ونمحو عنكم التعبا
- ***
- ***
- يمزق الطفل تمزيقاً وما ذرفت
- عين السياسة، أو أبدت له غضبا
- فإن أبيتم فسيروا في مواكبكم
- وفتشوا صحف الأعداء والكتبا
- يا قومنا أقبلوا حتى نعلمكم
- أنا امتشقنا الحصى للحرب والخشبا
- عفواً، إذا جئتمونا، سوف نسكنكم
- خيامنا ، وأعذرونا بيتنا خربا
- وأن أبيتم فناموا في مخادعكم
- حتى يحولها أعداؤكم عُلَبَنا
- وسوف نحرسكم من كل قنبلة
- ترمى عليكم، ونمحو عنكم التعبا
- يا أمة العرب أفناكم تسابقكم
- إلى الخلاف، فمن ذا أحرز القضبا؟
- يمزق الطفل تمزيقاً وما ذرفت
- عين السياسة، أو أبدت له غضبا
- هاتوا سلاحاً إذا لم تقدموا، ودعوا
- لنا قتال العِداء والطعن والنصبا
- فإن أبيتم فسيروا في مواكبكم
- وفتشوا صحف الأعداء والكتبا
- وأن أبيتم فناموا في مخادعكم
- حتى يحولها أعداؤكم عُلَبَنا
المزيد...
العصور الأدبيه