الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> عبد الرحمن العشماوي >> في خيمة الحب >>
قصائدعبد الرحمن العشماوي
- شعري وحبي فيكَ يلتقيانِ
- وعلى المسير إليكَ يتَّفقانِ
- فتحا ليَ الباب الكبيرَ وعندما
- فَتحا رأيتُ خمائلَ البستانِ
- ورأيتُ نَبعاً صافياً وحديقةً
- محفوفةً بالشِّيحِ والرَّيحانِ
- ورأيتُ فيها للخُزامى قصةً
- تُروَى موثَّقةً إلى الحَوذانِ
- ودخلتُ عالمَكَ الجميلَ فما رأت
- عينايَ إلاَّ دَوحةَ القرآنِ
- تمتدُّ فوق السالكين ظِلالُها
- فيرون حُسنَ تشابُكِ الأغصانِ
- ورأيتُ بستانَ الحديثِ ثمارُه
- تُجنى لطالب علمِه المتفاني
- ورأيتُ واحات القصيم فما رأت
- عينايَ إلاّ منزلي ومكاني
- لما دخلتُ رأيتُ وجهَ عُنيزةٍ
- كالبدر ليلَ تمامِه يلقاني
- ورأيتُ مسجدَها الكبيرَ وإِنما
- أبصرتُ صرحاً ثابتَ الأركانِ
- ورأيتُ محراباً تزيَّنَ بالتُّقى
- وبصدق موعظةٍ وحُسنِ بيانِ
- وسمعتُ تكبير المؤذِّن إنني
- لأُحبُّ صوتَ مؤذِّنٍ وأذانِ
- الله أكبر تصغر الدنيا إذا
- رُفعت وتكبرُ ساحةُ الإيمانِ
- الله أكبر عندها يَهمي النَّدَى
- ويطيب معنى الحبِّ في الوجدانِ
- يا شيخُ قد ركضت إليكَ قصيدتي
- بحروفها الخضراءِ والأوزانِ
- في ركضها صُوَرٌ من الحبِّ الذي
- يرقى بأنفسنا عن الأضغانِ
- في خيمة الحبِّ التقينا مثلما
- تلقى منابعَ ضَوئها العينانِ
- يا شيخ هذا نَهرُ حبي لم يزل
- يجري إليكَ معطَّرَ الجَرَيانِ
- ينساب من نَبع المودَّةِ والرِّضا
- ويزفُّ روحَ الخصب للكثبانِ
- حبٌّ يميِّزه الشعور بأننا
- نرقى برُتبَتِه إلى الإحسانِ
- والحبُّ يسمو بالنفوس إذا غدا
- نبراسَها في طاعة الرحمنِ
- هذي فتاواكَ التي أرسلتَها
- لتضيءَ ذهنَ السائلِ الحيرانِ
- فيها اجتهدتَ وحَسبُ مثلكَ أن يُرى
- منه اجتهادٌ واضح البرهانِ
- فَلأَنتَ بين الأجر والأَجرين في
- خيرٍ من المولى ورفعةِ شانِ
- يحدوك إيمانٌ بأصدقِ ملَّةٍ
- كَمُلَت بها إشراقةُ الأَديانِ
- فَتوَاكَ ترفُل في ثيابِ أَمانةٍ
- وتواضُعٍ للخالق الديَّانِ
- فَتواكَ ترحل من ربوع بلادنا
- عَبرَ الأثيرِ مضيئةَ العنوانِ
- سارت بها الرَّكبانُ من يَمَنٍ إلى
- شامٍ .. إلى هِندٍ إلى إيرانِ
- وصلت إلى أفريقيا بجنوبها
- وشمالها .. ومضت إلى البلقانِ
- ومن الولايات البعيدة أبحرت
- من بَعدِ أوروبا إلى الشيشانِ
- فَتواكَ نورٌ في زمانٍ أُلبِسَت
- فيه الفتاوى صِبغَةَ الهَذَيانِ
- وغَدَا شِعارُ اللَّابسين مُسُوحَها
- فَتوايَ أمنحُها لمن أعطاني
- يا ويلهم دخلوا من الباب الذي
- يُفضي بداخله إلى الخُسرانِ
- يا شيخُ ما أنتم لأمتنا سوى
- نَبعٍ يُزيل غشاوةَ الظمآنِ
- علَّمتمونا كيف نجعل همَّنا
- في خدمة الأرواحِ لا الأبدانِ
- علَّمتمونا كيف نُحسن ظنَّنا
- بالله في سرٍّ وفي إعلانِ
- علَّمتمونا أنَّ وَعيَ عقولنا
- يسمو بنا عن رُتبَةِ الحَيَوانِ
- يا شيخَنا أَبشر .. فعلمكُ واحة ٌ
- فيها ثمارٌ للعلومِ دَوانِ
- حَلَقاتُ مسجدك الكريمِ منارةٌ
- للعلم تمسحُ ظُلمَةَ الأَذهانِ
- بينَ الحديثِ وبينَ آي كتابنا
- تمضي بكَ السَّاعاتُ دونَ تَوَانِ
- وعلوم شرع الله خيرُ رسالةٍ
- في الأرض ترفع قيمة الإنسانِ
- يا شيخَنا دعواتُنا مبذولةٌ
- رُفِعت بها نحو السَّماءِ يَدَانِ
- نرجو لكم أجرا وسابغَ صحَّةٍ
- وسعادةً بالعفو والغفرانِ
- يا شيخُ لا والله ما اضطربت على
- ثغري حروفي أو لَوَيتُ لساني
- هو حبُّنا في الله أَثمَرَ غُصنُه
- شعراً يبثُّ كوامنَ الوُجدانِ
- هذا بناءُ الخير أنتَ بَنَيتَه
- وعلامةُ التوفيق في البنيانِ
المزيد...
العصور الأدبيه