الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> سوزان عليوان >> عكّاز من أنين النايات >>
قصائدسوزان عليوان
- أَمُرُّ
- كغريبةٍ
- على ألمي.
- أُمَرِّرُ السَهْمَ
- على جُرْحِ الكوكبِ
- لعلَّني أُلامِسُ وردتَهُ
- و أتبعُ، كما في قافلةٍ، زئبقَها
- الأرواحُ الهادرةُ في دَمِ الآلةِ
- و في أسلاكِ العروق.
- من مقعدٍ حافيَ الأقدامِ
- أُحَدِّقُ في وهمي
- عابرًا
- من الرملِ
- إلى غُبارِ الزمنِ
- على عُكَّازٍ من أنينِ النايات.
- جلدُهُ معطفي القديمُ،
- في جيبِهِ
- رسالةٌ من زمنٍ
- كانت طوابعُهُ طيورًا
- سُعاتُهُ كانوا يطرقونَ بأجنحةٍ لهفةَ الأبواب.
- هو الأرضُ
- في خطواتِها الأخيرةِ،
- دمٌ قاتمُ
- يُجَمِّدُ الحمامَ في كفَّيهِ.
- أفتحُ نافذةً لا تعرفُ عن السماء شيئًا
- و لا تتوقَّعُ، في هذا المُربَّعِ الخالي، مطرًا
- أو صوتَ إنسان.
- لكنَّكَ تُباغتُها
- شِبْهَ جزيرةٍ
- حيثُ لا أُفُقَ و لا مياه
- غيمةً تضحكُ
- على كَتِفِ العدمِ.
- تُزْهِرُ الحافَّةُ
- ببنفسجِ يديك،
- تُربِكُ عُزلتي عصافيرُك.
- تسأَلُ:
- "أينَ قلبك؟"
- بكُلِّ ما تبقَّى
- من طفولةِ الكلمات.
- أنتفِضُ
- غزالةً حمراءَ
- في غابةٍ من حروفٍ.
- قلوبٌ صامتَةٌ، على رعشةِ الكلماتِ، تنهمِرُ.
- رغم المفاتيح المتناسخة
- لا تتلامسُ أصابعُنا
- و العيونُ من زجاجٍ
- لا ترى،
- فقط تحلمُ.
- الهياكلُ العظميّة
- .لسنا إلاَّ قمصانها
المزيد...
العصور الأدبيه