الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> روضة الحاج >> وقال نسوة >>
قصائدروضة الحاج
- وقالَ نسوةٌ من المدينةَ
- ألم يزل كعهدهِ القديمِ في دماكِ بعدْ ؟؟
- عذرتَهُنّ سيّدِي !!
- أشفقتُ
- ينتَظِرنَ أن أرُدْ !
- وكيف لي وأنتَ في دمي
- الآن بعدَ الآن قبلَ الآن
- في غدٍ وبعدَ غدْ ..
- وحسبما وحينما ووقتما
- يكونُ بي رَمقْ ..
- وبعدما وحينما وكيفما اتفَقْ !!
- عذرتَهَنّ سيّدي
- فما رأينَ وجهَكَ الصبيحَ
- إذ يطُلُ مثل مطلعِ القَصيدْ ..
- ولا عرِفنَ حين يستريحُ ذلك البريقُ
- غامضاً وآمراً يشُدُني من الوريدِ للوريدْ ..
- لو أنهنَ سيّدي
- وجدنَ ما وجدتُ حينما سرحتَ يومها
- فأورق المكانُ حيث كنتَ جالساً
- وضجّتِ الحياةُ حيث كنتَ ناظراً
- وأجهشتْ سحابةٌ كانت تمرُ
- في طريقها إلي البعيدْ ..
- لو أنهنَ سيّدي
- لقطّفتْ أناملٌ مشتْ على الخدودِ
- بالكلامِ والمُلامِ والسؤالْ ..
- يسألنني
- وينتظرنَ أن أردْ
- كيف لي وأنتَ في دمي وخاطري
- وفي دفاتري
- وأنتَ في الحروفِ قبلَ أن تُقالْ
- بالأمسِ قد صافحتُ كفّكَ
- الرحيبَ سيّدي
- والعطرَ والحقولَ والظلالَ في يَدَيّ
- ما تزالْ ..
- عذرتَهُنَ سيّدي
- فما عرِفنَ كيف أنّ صوتَكَ المَهِيبَ
- حين يجيءْ
- اسمعُ الحفيفَ والخريرَ
- والمسُ النّسيمَ والنّدى
- واصعدُ السماءَ ألفَ مرةٍ أطيرْ ..
- عذرتَهُنَ ..
- ليس بالإمكانِ أن يعِينَ أنّ بيننا
- من العذابِ ما أُحبُهُ
- وبيننا من الشُجُونِ ما يظلُ عالقاً
- وقائماً وصادقاً ليومِ يُبعثون ..
- وأننا برغمِ هذهِ الجراحُ
- والثقوبِ والندوب آيبونْ ..
- وأننا
- وان تواطأَ الزمانُ ضدَ وعدِنا الجميلِ مرةً
- ففي غدٍ كما نريدُهُ يكون
- وأنني
- بمقلتيكَ سيّديبقلبكَ الكبيرِ مثلَ حُبِنا
- أردتُ أن أُقيمَ دائماً إلى الأبدْ ..
- يسألنني وينتظرنَ أن أردْ ..
- وما درينَ أنّ لحظةً من الصّفاءِ
- قُربَ وجهِكَ الحبيبِ
- بانفعالكَ الحبيبِ
- تُقررُ النّدى
- فيستجيبُ في ظهيرةِ النّهارْ !!
- تختصرُ الزنابقُ الورودَ والعبيرَ والبحارْ ..
- تطيُر بي إلى مشارفِ الحياةِ
- حيث لا مدائن ورائها ولا قفارْ ..
- يسألنني ألم تزلْ بخاطري
- وقد مضى زمانٌ وعاقنا الزّمانْ
- وما علمنَ أنّ ما أدُسُهُ بجيبهِ
- السِّريُ ضد حادثاتهِ
- ابتسامةٌ من البروقِ في مواسمِ المطرْ
- سرقتها من وجهكَ الحبيبِ وادخرتُها
- تميمةً من الجراحِ والعيونِ والخطرْ ..
- يقُلنَ
- كيف لم تغيّرِ الجراحُ طعمَ حُبِنا وعِطرِهِ
- ولونهِ الغريبْ ..
- وينتظرنَ أن أُجيبْ
- وكيف لي وأنت في الأطفالِ
- والصحابِ والرفيقِ والصديقِ والحبيبْ ..
- وأنت هكذا
- بجانبي أمامَ ناظِرَيَّ دائماً معي
- يغيبُ ظليَّ في المساءِ ولا تغيبْ ..
- لا ساعةً
- ولا دقيقةً
- ولا مسافةَ ارتدادِ الطَّرف يا "أنا" ..!!!
- فكيف أو بما
- يُردنَ أن أُجيب ؟؟ !
المزيد...
العصور الأدبيه