الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> ماذا تصباك من حال تجددها >>
قصائدجبران خليل جبران
- ماذا تصباك من حال تجددها
- عن عهد عنترة العبسي في القدم
- وأنت في بلد الأنوار لا أثر فيه يذكر عصرا بات في الظلم
- هل ملتقى يجمع الروح التي رجعت
- أدراجها والتي تزجي من العدم
- وما احتيارك عبدا محربا خشنا
- البداوة فظ اللون والأدم
- مهيما بفتاة بنت سادته
- يشكو هواه بمنظوم من الكلم
- يحكي الحكاة لنا عنه توغله
- في الفتك بالناس فتك الآكل النهم
- ولينه في تصابيه وغلظته
- في ملعب الموت بين السمر والخذم
- فهو المتيم يستقضي لبانته
- وهو المكافح حب القتل والقنم
- ذاك الذي قاله عنه الرواة فهل
- بدا مزيد لفكر الباحث الفهم
- حياك ربك يا من قام ينصفه
- بالعلم من جهل سمار ومن تهم
- ما كان عنترة في القوم غير فتى
- يرى لهم ما يراه قادة الأمم
- إن أمكن الحب منه حين خلوته
- فاسمع الناس فيه أشوق النغم
- فإن ما كان يبغيه لأمته
- أسمى أماني حر غير متهم
- سقى هوى عبلة من ماء أدمعه
- وكاد يروي الفلا من أجلهم بدم
- والحب ألزم للأرواح ما عظمت
- وقد يكون لها أدعى إلى العمم
- فإن ظفرت بعزهاة ومنصبه
- في المالكين فتلك النفس في الخدم
- أربتنا من فتى عبس حقيقته
- حقيقة المرء لمي وصم ولم يصم
- حقيقة البدوي الحر مبتغيا
- لقومه غير باغ ألفة الرحم
- يهدي لعبلة ما يوحي الغرام له
- وللحقيقة وحي العزم والشمم
- وإنما سؤله إعزاز موطنه
- وقومه باتحاد الرأي والهمم
- فإن رنا وهلال الشهر مبتسم
- حياة من أمل في الأفق مبتسم
- منبيء بسناه عن سنى قمر
- ماحي الظلام نبي حاطم الصنمم
- فيا معيدا إلينا اليوم عنترة
- في يقظة شابها لطف من الحلم
- بشبه ما جودت نظما قريحته
- في خير ما جودته ألسن العجم
- أريت من كان يرمينا بمنقصة
- أنا بنو بجدة الأفلاح إن نرم
- وأننا القوم نستبقي مفاخرنا
- حتى تواتينا الأقدار من أمم
- وأن ما بين ماضينا وحاضرنا
- من العلاقة حبلا غير منفصم
- وأننا أمة تهوى مواطنها
- حتى على الذكر من عاد ومن إرم
- وأن كل بيان طوع خاطرنا
- ونحن أهل بيان السيف والقلم
- وأن كل فتى منا بمفرده
- شمل جميع من الآداب والشيم
- وأننا لو تآلفنا لما عجزت
- بنا النهى عن مقام في العلى سنم
- فيا سرورا بذكر أنت باعثه
- ويا أسى لحمى بالجهل منقسم
المزيد...
العصور الأدبيه