الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> سلام على الإغريق في أول الدهر >>
قصائدجبران خليل جبران
- سلام على الإغريق في أول الدهر
- وحفاظ ما أبقوا من المجد والذكر
- إذا نكبات الحرب أفنت صفوفهم
- فما نكبوا بالمحمدات ولا الفخر
- جلا بأسهم في الذود أروع ما رأى
- من البأس جبار رمى القل بالكثر
- وهيهات أن عانى مليك وأمة
- عناءهم من ضنك عيش ومن ضر
- شباب لقوا أهوال كل كريهة
- ولم يتقوها بالخيانة والغدر
- وشيب وأطفال أجيعوا وأظمئوا
- وذاقوا بلا شكوى أذى البرد والحر
- ونسوة خير بدلت من نعيمها
- جحيما فكانت من ملائكة البر
- أولئك قوم لا تنال نفوسهم
- وقد بنيت تلك النفوس على الصبر
- وقد قشعت أعداؤهم عن ديارهم
- وردت إلى الأحرار في الوطن الحر
- أتغدو مقرا لضباب سماؤهم
- وقدما هي المرآة للشمس والبدر
- وما خلقت لما يخلب النهى
- من النحت والتصوير والنظم والنثر
- ومن حكمة ما زالت المصدر الذي
- صفا حوضه المورود للقلب والفكر
- ومن عزة قعساء أبلوا لصونها
- بلاء أباه الضيم في الكر والفر
- يحن إليها قلب كل مثقف
- ويأسى لما تلقى من البؤس والفقر
- لقد أثبتت في العصر فالعصر أنها
- مولدة الأبطال في العصر فالعصر
- وأم لأحلاس الحروب وأمة
- خليق بها أن تتبع النصر بالنصر
- وأن تعدل الأيام حتى تعيدها
- إلى ملكها المبسوط في البحر والبر
- هنيئا لها ما أدركت بجهادها
- وماذا بلت في جهدها من هوى مصر
- فما الجيرة الأخيار إن جد جدهم
- بناسين ما بين البلادين من أصر
- إليكم بني الإغريق مني تحية
- تغني بها قلبي ورجعها شعري
المزيد...
العصور الأدبيه