الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جبران خليل جبران >> برغم المنى ذاك الختام المحير >>
قصائدجبران خليل جبران
- برغم المنى ذاك الختام المحير
- كتابك تطويه ومنعاك ينشر
- دهاك الردى في الرائحين فراعنا
- كأنك غاد في الصبا فمبكر
- يراعك في اليمنى وذهنك حاضر
- وعزمك ذاك العزم والعود أنضر
- أعن سبق إحساس بما كان مضمرا
- زمانك آثرت النوى حين تؤثر
- فبنت ولما يرهق الناس دهرهم
- بنكباء لا يحصي أذاها التصور
- أم الأجل المحتوم حل ولم تكن
- بماطل حق يقتضي فتؤخر
- فوليت لم يعصمك مدخر القوى
- ولم يتمالك حلمك المتوقر
- ولم يغن منك العلم والفضل ساعة
- فيا عذر من بالعلم والفضل يكفر
- ألا إنني غاليت فيما شكوته
- ولكن في نفسي أسى يتفجر
- لقد أرخص الغالين موت جموعهم
- وفقدك مهما يعمم الخطب يكبر
- قف الآن وانظر ما بإثرك من سنى
- كذاك تشع الشهب إذ تتكور
- قف الآن واسمع وقع منعاك شائعا
- كرجع الصدى عن شامخ يتهور
- لقد عثر البناء عن أوج صرحه
- لدن كاد من أعلاه بالنجم يظفر
- فواراه قبر لا بعيد قراره
- ولا سقفه فوق الثرى متكبر
- وكان أبر الناس بالأهل والحمى
- وبالقوم لا يجفو ولا يتغير
- ونعم الأخ الوفي إذا ما تنكرت
- لصاحبه الأيام لا يتنكر
- لحقت بمن أرختهم فكأنهم
- لدات لعهد لم تفرقه أدهر
- على الحي دون الميت تحسب أحقب
- توالت وتحصى في التعاقب أعصر
- ورب عليم لم يجيء متقدما
- أتم علاه أنه متأخر
- إذا عاقهم عن شكرك اليوم عائق
- وتدريه فالأعقاب للفضل تشكر
- لقد بت منهم في المقام الذي به
- إذا ذكر الأفذاذ في الخلق تذكر
- ألا في سبيل الله حكمتك التي
- جلاها هلال ماليء الكون مقمر
- وجد به رضت الصعاب فما كبا
- إلى أن دهاه جدك المتعثر
- وآداب نفس لو توزع حسنها
- عراء لأضحى وهو كالروض مزهر
- وأخلاق إحسان وعفو ورقة
- روائع يخفيها اتضاع وتظهر
- وأشتات تخريج تحار بها النهى
- وآيات تدبيج تروع وتبهر
- عليك سلام الله قد بت هانئا
- وأكبادنا من حسرة تتسعر
المزيد...
العصور الأدبيه