الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> جابر قميحة >> ملحمة النسر واليمامة >>
قصائدجابر قميحة
ملحمة النسر واليمامة
جابر قميحة
- لك الوكرُ والمجدُ والراسيات
- لك السحب والأنجم الباذخهْ
- وعند انقضاضك عصف عتيٌّ
- تروّع منه الذرا الشامخه
- وإما زعقتَ فصوت المصير
- يزلزل أطوادها الراسخه
- لك السهل والنجد - غير الفضاء
- مديد الرحاب رحيب المدى
- ومن يتقحم عليك الجواء
- فليس له منك غير الردى
- ويغدو هباء شريد الدماء
- ويصبح درساً لمن هدّدا
- وتحصد رزقك أنى تشاء
- ولكن من القمم العاليه
- مليكا قويامهيب الجناح
- تهون عليك القوى العاتيه
- فعرشك حيث يكون العلاء
- وغيرك للسفح والهاويه
- وعشت عيوفاً كريم المقام
- رفيع المرام... أبيَّ الشَّمم
- لذلك صرت (شعار) الجيوش
- يرفرف فوق نواصي الأمم
- ورمز الكفاح السعير المرير
- إذا دِيسَ منها بأرض حَرَم
- ****
- ****
- كذلك كنت, فكيف هويت
- مغيراً .. تجور على عشها
- وتزحف كاللص في ليلها
- لتستل بالغدر من قشها
- نُخَاعَ صغار ضعاف رقاق
- تَمتّعن بالدفء في ريشها
- وكانت تعانق شوق الحياة
- ويهزج في جانبيها الزَّغَب
- فلما هبطت كحلم كئيب
- يسد عليها دروب الهرب
- تَهرَّبَ من شفتيها الهديل
- وأخرسها منك سيف الرَّهَب
- فيا ويلها إذ دهاها الغشوم
- ومخلبه القاتل.. الأعقف
- نهوم بزرع الأسى والجراح
- خسيس بغيُّ الهوى مجحف
- فأمتع ما يشتهيه الدماء
- إذا ما الجراح بها تنزف
- ****
- ****
- ويطلع فجر مريض الضياء
- على (صوصوات) الأسى والألم
- وبعض من الريش فوق الغصون
- وبعض من القشّ يعلوه دم
- وفي السفح تشهد أيكا كئيباً
- ضرير الفؤاد.. حطاماً أصم
- ونسرًا تخلى عن الناطحات
- ليهبط منها .. على قاعها
- ويزحف زحف الأفاعي اللئام
- كأني به صيغ من طبعها
- وينزل ضيفاً عزيزاً عليها
- فتكرم مثواه في ربعها
- ألم تره باحثاً في التراب
- عن الدود أو عن بقايا الرِّمَم
- أسير الهبوط الذميم الحقير
- ذليل الجناح كسيح الهمم
- فما عاد يدعى (مليك الطيور)
- ولكن.. عدوَّ العلا والقمم
المزيد...
العصور الأدبيه