الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> ليلة القدر >>
قصائدبدر شاكر السياب
- يا ليلة تفضل الأعوام والحقبا
- هيجت للقلب ذكرى فاغتدا لهبا
- وكيف لا يغتدي نارا تطيح به
- قلب يرى هرم الاسلام منقلبا
- يرى شعائر دين الله هاربة
- يسفها النوء تمضي حيثما ذهبا
- أين العنان الذي تلويه عاصفة
- ما فاتحين يرون الموت مطلبا
- للرغو حول شدوق الخيل وسوسة
- والنقع يذري لثاما قنع السحبا
- من كل محتسب بالله متكل
- عليه يفري ضلوع البغي ان ضربا
- كأن أسيافهم في كل معمعة
- جسر الى جنة الفردوس قد نصبا
- يا ليلة القدر يا ظلا تلوذ به
- ان مسنا جاحم الرمضاء ملتها
- ذكراك في كل عام صبيحة عبرت
- من عالم الغيب تدعو الفتية العربا
- أقوم أحمد مضروب على يدهم
- بالذل من هول ذاك الفتح واعجبا
- تفرقوا شيعا في كل حاضرة
- قوم يقيمون من أغلالهم نصبا
- لولا بقايا من الثوار صامدة
- في ظل وهران تسقي خصمها العطبا
- تكون ولى فرارا من جحافلها
- والرعب مما تصك الظالم ارتعبا
- لقلت واضعية الاسلام في بلد
- بالأمس أعلى منار الحق ثم خبا
- يا ليلة القدر أعلي قدر أمتنا
- شهم تعالى على الشيطين وانتصبا
- عبد الكريم الذي جاد الكريم به
- أقال من عثرة شعبا بما وهبا
- ما كان يرغب عن أنوالر ثورته
- الا الخفافيش ساءت تلك منقلبا
- هووا الى قاع بئر قرار لها
- مستمسكين بحبل من دم خضبا
- حبل تشد يد الشيطان أوله
- ويجذب الفوضوي الخائن الذنبا
- كم جيد عذراء دق الحبل أتلعه
- وكم ذراع لطفل قص واجتذبا
- ياليلة القدر نورا أضاء لنا
- قاع السماء فأبصرنا مدى عجبا
- تترل الروح رفافا بأجنحة
- بيض على الكون أرخاهن أو سحبا
- عطف الأمومة في عينيه متقد
- وان يكن للتقاة المحسنين أبا
- وللملائك تسح وزغردة
- تكاد رناتها أن تذهل الشهبا
- ومن دماء الضحايا في جوانبه
- نار تمد اللسان المغلق الذربا
- يشكو الى الله ذرى عقاربه
- فأنبت زهرا من سمها أشبا
- ومن هوت تقطع الأضلاع مديته
- وساق ظلما الى الجلاد من هربا
- ذكرى تعود كأن الغدر يبعثها
- من كهف أمس الذي ولى بما كسبا
- أمس الذي ان غفلنا عاد جاحمه
- فاقتص ممن يحب الله والعربا
- لا صلح بين الهدى والبغي لا سنة
- تعمي النواظر عمن سامنا العطبا
المزيد...
العصور الأدبيه