الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> بدر شاكر السياب >> في المغرب العربي >>
قصائدبدر شاكر السياب
- قرأت اسمي على صخرة
- هنا في وحشة الصحراء
- على آجرّه حمراء
- على قبر فكيف يحس إنسان يرى قبره
- يراه و إنه ليحار فيه
- أحيّ هو أم ميت ؟ فما يكفيه
- أن يرى ظلا له على الرمال
- كمئذنة معفّرة
- كمقبرة
- كمجد زال
- كمئذنة تردد فوقها اسم الله
- و خطّ اسم الله فيها
- و كان محمد نقشا على آجرّة خضراء
- يزهو في أعاليها
- فأمشي تأكل الغبراء
- و النيران من معناه
- و يركله الغزاة بلا حذاء
- بلا قدم
- و تترف منه دون دم
- جراح دونما ألم
- فقد مات
- و متنا فيه من موتى و من أحياء
- فنحن جميعنا أموات
- و أنا و محمد و الله
- و هذا قبرنا أنقاض مئذنة معفرة
- عليها يكتب اسم محمد و الله
- على كسرة مبعثرة
- من الآجرّ و الفخّار
- فيا قبر الإله على النهار
- ظل لألف حربة و فيل
- و لون أبرهة
- و ما عكسته منه يد الدليل
- و الكعبة المخزونة المشوّهة
- قرأت اسمي على صخرة
- على قبرين بينهما مدى أجيال
- يجعل هذه الحفرة
- تضم اثنين جد أبي و محض رمال
- و محض نثارة سوداء منه استترلا قبره
- و إياي أبنه في موته و المضغة الصلصال
- و كان يطوف من جدّي
- مع المدّ
- هتاف يملأ الشطآن يا ودياننا ثوري
- و يا هذا الدم الباقي على الأجيال
- يا إرث الجماهير
- تشظّ الآن و اسحق هذه الأغلال
- و كالزلزال
- هزّ النير أو فاسحقه و اسحقنا مع النير
- و كان إلهنا يختال
- بين عصائب الأبطال
- من زند إلى زند
- و من بند إلى بند
- إله الكعبة الجبّار
- تدرع أمس في ذي قار
- بدرح من دم النعمان في حافاتها آثار
- إله محمد و إله آبائي من العرب
- تراءى في جبال الريف يحمل راية الثوّار
- و في يافا رآه القوم يبكي في بقايا دار
- و أبصرناه يهبط أرضنا يوما من السحب
- جريحا كان في أحيائنا يمشي و يستجدي
- فلم نضمد له جرحا
- و لا ضحّى
- له بغير الخبز و الأنعام من عبد
- و أصوات المصلين إرتعاش من مراثيه
- إذا سجدوا يترّ دم
- فيسرع بالضماد فم
- بأيات يغضّ الجرح منها خير ما فيه
- تداوي خوفنا من علمنا أنا سنحييه
- إذا ما هلل الثوار منا نحن نفديه
- أغار من الظلام على قرارنا
- فأحرقهن سرب من جراد
- كأن مياه دجله حيث و لى
- تنم عليه بالدم و المداد
- أليس هو الذي فجأ الحبالى
- قضاه فما ولدن سوى رماد
- و أنعل بالأهلة في بقايا
- مآذنها سنابك من جواد
- و جاء الشام يسحب في ثراها
- خطى أسدين جاعا في الفؤاد
- فأطعم أجوع الأسدين عيسى
- وبل صداه من ماء العماد
- و عضّ نبيّ مكه فالصحارى
- كل الشرق ينفر للجهاد
المزيد...
العصور الأدبيه