الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم ناجي >> القمة >>
قصائدإبراهيم ناجي
- يا أيُّها العالي الغفورُ الصفوحْ
- هل ترحم القمَّةُ ضعْف السُّفوحْ
- تاجُك في النور غريقٌ وفي
- عرشك غبَّى كل نجمٍ صَدُوحْ
- وأين هامات الربى نُكِّسَتْ
- من هامةٍ فوق مُنيفِ الصُّروحْ؟
- وأين أوراقٌ خريفيّةٌ
- أرْجَحَها الشكُّ فما تستريحْ
- من باسقٍ راسٍ به خضرَةٌ
- ثابتةُ الرأي على كل ريحْ
- بَرئتَ من هذي الوهادِ التي
- نَغْدُو على أنّاتِها أو نروحْ
- وأين في مبتسمات الذرى
- برق الأماني من وميض الجروحْ؟
- أصغِ لهذي الأرضِ واسمعْ لما
- تشكو، لمن غيرك يوماً تبوحْ؟
- تطفو على طوفان آلامها
- وأين في آلامها فُلْكُ نوح
- أروع شيء صامت في العُلى
- أفصح مفْضٍ بالبيانِ الصريحْ
- يعيِّر الأرضَ إذا أظلمتْ
- بما على مفرقِه من وضوح
- هل تسخرُ الحكمةُ مما بنا
- من نزواتٍ وعنانٍ جَموحْ
- حمقى، قُصارى كل غاياتنا
- عزمٌ مَهيضٌ وجناحٌ كسيحْ
- أُعيذ عدل الحقِّ من ظلمنا
- فكم على القِيعان نسْر جريحْ
- أنت له كل الحِمى المرتجى
- وكلُّ مبغاه إليك النزوحْ
- ما النسر إلا راهبٌ في العُلى
- محرابُه وجهُ السماءِ الصبيحْ
- وقلبها السَّمْح فما حطَّه
- على الثرى الجهم الدميمِ الشحيحْ
- على الثرى حيث تسابيحُه
- نوح الحزانى ونداء القروحْ
- مبتهلٌ باك بدمع الأسى
- على الليالي وسقيم طريحْ
- ما أتعس الأرضَ بعُبَّادها
- تبْهِجُ من أخلاطِهم ما تُبيحْ
- قد أنكرَ الهيكلُ زوَّارَه
- وأصبح الديرُ غريبَ المُسوحْ
- لم يعرف الجسمُ خلاصاً به
- من كدرةِ الطين ولم تنجُ روحْ
- يا سيِّد القمّةِ أنصِتْ لنا
- لا يعرفُ الأشفاقَ قلبٌ مُشيحْ
- وانظرْ إلى اسِّكين في ساحةٍ
- قد زمجرتْ فيها دماء الذَّبيحْ
- واسكبْ نَدَى الحبِّ بأفواهِنا
- كم من بَكِيٍّ وظَمِيٍّ طليحْ
- فربما يُشرقُ بعد الضّنى
- وجهٌ مليح وزمانُ مليحْ!
المزيد...
العصور الأدبيه