الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> إبراهيم اليازجي >> أمنازل الأحباب ما فعل الألى >>
قصائدإبراهيم اليازجي
- أمنازل الأحباب ما فعل الألى
- كنا عهدناهم بربعك أولا
- وعلام تنزلك الركاب طلائحاً
- أترى تصادف للتقية منزلا
- ما تصلحين لغير وقفة عاشق
- يدعو فيرجع خاشعاً متذللا
- لله دمعي في حماك وصبوتي
- أرأيت قبلي نائحاً متغزلا
- وخفوق قلبي بالشجون فهل ترى
- يبغي لحاق الحي حيث تحملا
- هيهات دون الراحلين مفاوز
- يمسي بها طرف القطاة مضللا
- وعلى الهوادج كل سيف لامع
- أترى يحاول بينها متخللا
- الله أكبر يا نياق تركتني
- بالشوق أحير منك في تلك الفلا
- خلفت لي ما تشتهين قليلة
- من ماء دمع لا يزال مسلسلا
- أبداً أحن ولا حنينك هائماً
- أسقي المرابع دمعي المسترسلا
- حالت ليالينا فبدل طيبها
- شجوا وشأن الدهر أن يتبدلا
- وأرتني الأحداث كل غريبة
- تركت قذالي كالثغامة أشعلا
- ونبذت صبري في الخطوب فزدنني
- نصباً فألفيت التصبر أجملا
- محن أرقت بها فلم أنفك في
- ليل من الغمرات أدهم أليلا
- حتى تجلى وجه صبحي فانجلى
- وجه الأماني مشرقاً متهللا
- وتساقطت شهب النحوس أو أفلاً
- لما رأين الليل أدبر مجفلا
- أحبب بطلعته وشمس خلافة
- بعثت به فأنار أجفان الملا
- سطعت أشعته وطيب ثنائه
- فهناك نور فوق نور يجتلى
- هذا وزير الملك ذو الشرف الذي
- يزري الثريا والسماك الأعزلا
- أمضى من السهم المذلق نظرة
- في كل مشكلة وأفتك مقتلا
- وأسد من عرك الأمور تصرفاً
- في حين لا يجد اللبيب معولا
- ولي البلاد فكان فيها عدله
- ظلاً وكان الأمن فيها منهلا
- أبداً يراعيها بطرف ساهر
- حلف الحفاظ عليه أن لا يغفلا
- فصل الخطاب إذا قضى وإذا انبرى
- يحكي بهمته القضاء المنزلا
- وإذا يقوى تناثرت من لفظه
- درر تقلدها المعاصم والطلى
- تهوي النفوس عليه من الطافه
- فتردها عنه المهابة والعلى
- وتشاهد الأسياف من آرائه
- ما لو تعمد حدها لتفللا
- يا زائراً بيروت قد أوليتها
- فضلاً يحق له التذكر والولا
- حارت فما تدري اتفخر عزة
- بك أم تؤاخذ بالقصور فتخجلا
- حظ أصاتبه لديك وهكذا
- ما زال دأبك في الورى أن تعدلا
- فاضت بك البركات بين ربوعنا
- حتى تجاوز فيضهن المأملا
- أجرت علينا عارضاً مستقبلاً
- لاقي بفضلك عارضاً مستقبلاً
- وكسا مرابعنا الربيع مطارفاً
- فلبستها لما رأينك مقبلا
- وتبسمت تلك الزهور فكلها
- بالدر لاح مقلدا ومكللا
- فحكت ثناك وذي عجالة قاصر
- لو راح يقضى دهره لاستعجلا
- حاولت أن أثني عليك فخانني
- قلم أراه غدا بكفى مغزلا
- فرايت مدحك لا تفيه عبارة
- ورأيت مدح الأكثرين تمحلا
- وعذلت تقصيري بوصفك عاجزاً
- وعلمته فعذرتني متفضلا
- ولعل عجزي في مديحك ناطق
- عني بأفصح من ثناي وأطولا
- والصبح أوضح من مقالة قائل
- لاح الصباح إذا تألق وانجلى
المزيد...
العصور الأدبيه