الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أمين تقي الدين >> امنح فؤادي أجنحا فيطيرا >>
قصائدأمين تقي الدين
- امنح فؤادي أجنحا فيطيرا
- وترى اللسان لديه صار بشيرا
- واطلق يراعي في ثنائك برهة
- يتبعهما إذ لا يزال أسيرا
- حتمت علي صفاتك الغراء أن
- أقف الزمان لها اللسان شكورا
- والعار أن يقف الفتى شيئا على
- مرء ويطلب بعده تغييرا
- لست الأمين إذا نذرت مدائحي
- وأنا الأمين إذا وفيت نذورا
- أيقال عني قد نكثت مواعدي
- إن كنت أشكو في ثناك قصورا
- لا لا ألام إذا قصرت وإنما
- إن كنت أسكت لم أكن معذورا
- من كان تغرقه السواقي كيف لا
- يشكو العياء إذا أراد بحورا
- وأنا فتى لي في القريض سجية
- خالفت فيها البحتري وجريرا
- لا أمدح الرجل الكريم لبغية
- قطع اللسان إذا نطقت الزورا
- مولاي بعض القوم يثني إنما
- يبني مشارف في الثنا وقصورا
- حتى يقال فلان تنطقه اللهي
- والميل نسق في الطروس سطورا
- ولكل نفس مأرب باميرها
- تطري وتطوي للأمور أمورا
- طبع الأنام على الهوى فتأملوا
- غايات من قد أحسن التعبيرا
- ولربما نشر الفتى غير الذي
- يطوي وقال من القليل كثيرا
- أما أنا فالصدق حلي قصائدي
- ما قلت شيئا لم يكن مشهورا
- أثني عليك ولا قرابة بيننا
- كلا ولست علي أنت أميرا
- لا أبتغي منك الحزاء أو الندى
- أو أن أراك لي الحياة ظهيرا
- لكنني أحكي الحقيقة والذي
- أثني عليك به غدا منشورا
- هذي بلاد الغرب فضلك منطق
- بثناك فيها أهلها والدورا
- يثني عليك بنو السياسة في الورى
- إذا كنت في سر الأمور بصيرا
- يثني عليك بنو المعارف والحجي
- إذ كنت في كل العلوم خبيرا
- يثني عليك المعدمون لأنهم
- عرفوك غيثا بالعطاء غزيرا
- يثني عليك من ابتلى في نكبة
- إذ كنت في آن البلاء صبورا
- يثني عليك ذوو المروءة والوفا
- إذ كنت في نجح البلاد غيورا
- يثني عليك ذوو الطهارة والتقى
- إذ كنت برا لا تزال طهورا
- يثني عليك ألو الغواية في الورى
- إذ كنت بدرا للخطاة منيرا
- يثني عليك جميع من عرفوك ما
- بين الورى للمستجير مجيرا
- إن يمدحوك فإن فضلك لم يزل
- في الناس ينطق ألسنا وصخورا
- أخشى علي إذا مدحت فإنما
- تعيي صفاتك شاعرا مشهورا
- إن كان في نيل الكثير صعوبة
- فعلى الأقل أنال منه يسيرا
- فإليكها غيداء عطرها الثنا
- فغدت تباهي المسك والكافورا
- جلبت عليك ومن عوائد أهلها
- أن لا تميط عن الوجوه ستورا
- عدمت نظيرا في الجمال وإنها
- قد شابهتك فقد عدمت نظيرا
- ولذاك قد خفت إليك لدن رأت
- حمل النظير على النظير كثيرا
- أهواك يا رجل التواضع لا أرى
- قلبي لغيرك في الهوى مأسورا
- في كل جارحة هواك ثوى لذا
- أهتز إن ذكروك لي مسرورا
- حدثت قلبي في سلوك ساعة
- قال السلو قد اغتدي محظورا
- إن لحت في أنسان عيني لمحة
- أنسته طلعتك الظباء الحورا
- فانزل عيوني تستنر بهداك إذ
- من عادة الأبصار تحوي النورا
المزيد...
العصور الأدبيه