الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أمين تقي الدين >> أدرك وقارك لا تبحة جميعا >>
قصائدأمين تقي الدين
- أدرك وقارك لا تبحة جميعا
- يكفيه في حمل الهموم خنوعا
- عجبا يصونك في الأسى وتذله
- أحسبته يوم الفراق دموعا
- فجع البيان بشاعر ملء النهى
- لطفا وملء الأصغرين بديعا
- أخلق بحزنك أن يفيض مع البكا
- وأعيذ حلمك أن يهي فيضيعا
- ولعل أبلغ من دموع موله
- قلب أمام الموت فاض خشوعا
- فلك النجوم أبين أهلك نجمة
- طلعت بروعتها عليك طلوعا
- ضاقت بها الدنيا وأطلقها الردى
- فأتت فضاء في علاك وسيعا
- صعدت إلى ملأ البقاء وغادرت
- ملأ الفناء بما استعز وضيعا
- تذري أشعتها عليك كأنما
- هي مجدها يزداد فيك شيوعا
- يا روح فياض أطلي ساعة
- أستوح منك لساعة موضوعا
- فيم الإقامة في الجسوم كأنها
- صور على لوح تمر سريعا
- لما اتخذت من الضيا لك هيكلا
- إني تركت الهيكل المخلوعا
- صاحبته خمسين ملء إهابه
- فنزلت رحبا وأرتعيت مريعا
- وطواك في صدر نشرت به المنى
- شتى المعاني غاية ونزوعا
- تثبين من عينيه سحرا رائعا
- في كل جارحة جرى ينبوعا
- وملكت سيمة قلبه فتدافعت
- فيه المروءة مبدأ وصنيعا
- وجريت فوق لسانه فبيانه
- آي تبث وشاردات توعى
- وأويت مسمعه فكنت سياجه
- من كل نافرة تسوء سميعا
- وأردته طلق الجبين فلم يكن
- ليرى ولو غضب الزمان مروعا
- وعهدته يزهى ويمرح عابثا
- أو يستكن تواضعا وقنوعا
- يهب الجزيل ويستنيم إلى المنى
- ويعف ذا عوز ويخشى الجوعا
- وعلى غرارك قد طبعت شعوره
- فخلقت منه الشاعر المطبوعا
- يا روح أنت على النجوم نزيلة
- بينا ثوى تحت الرغام ضجيعا
- ما كنت إلا شمسه يا ليته
- جارى بآيتك النبي يشوعا
- فياض هذه نفثة لو لم ترد
- شعرا لسالت أدمعا ونجيعا
- إن الأديب إذا وقفت بقبره
- أمطرته مما بكيت ربيعا
- لهفي عليك أخا حمدت وفاءه
- ورأيتني بوداده مفجوعا
- إنا لفي زهون حرمن مقعد شمعة
- وإذا انطفأن فقد خذلن جميعا
- لم يبق لي إلا البيان فهاكه
- وكفى البيان لدى الأديب شفيعا
المزيد...
العصور الأدبيه