الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد مطر >> طائفيون >>
قصائدأحمد مطر
- طائفيوّنَ إلى حَدِّ النُّخاعْ .
- نَرتدي أقنعةَ الإنسِ
- وفي أعماقِنا طبْعُ السِّباعْ .
- وَنُساقي بعضَنا بعضاً
- دَعاوى (سِعَةِ الأُفْقِ)
- فإن مَرّتْ على آفاقِنا
- ضاقَ عليها الإتّساعْ !
- أُمميّونَ..
- وحادينا لجمْعِ الأُمَمِ المُختلفَهْ
- طائفيٌّ يحشرُ الدُّنيا وما فيها
- بِثُقْبِ الطّائفه ْ!
- وعُروبيّونَ..
- نَفري جُثَّةَ (الفَرّاءِ)
- إن لم يَلتزِمْ
- نَحْوَ وَصَرْفَ الطائِفه ْ!
- وأُصوليّونَ..
- والأصْلُ لَدَينا
- أن يُساقَ الدِّينُ لِلذّبحِ
- فِداءً لِدنايا الطائِفَهْ !
- وَحَّدَ العالَمُ أديانَ وأعراقَ بَني الإنسانِ
- في ظِلِّ بُنى الأوطانِ
- حَيثُ الغُنْمُ والغُرْمُ مَشاعْ
- واختلافُ الرّأْيِ
- لا يَنْضو سِنانَ السَّيفِ
- بل سِنَّ اليَراعْ .
- وسِباقُ الحُكْمِ لا يُحسَمُ بالطّلْقةِ
- في سُوحِ القِراعْ
- بل بصوتِ الإقتراعْ .
- غَيْرَ أَنّا قد تفرَّدْنا
- بشَطْرِ الجَسَدِ الواحدِ أعراقاً وأدياناً
- وَوَحَّدْنا لَهُ أجزاءَهُ بالإنتزاعْ !
- كُلُّ جُزءٍ وَحْدَهُ الكامِلُ
- والباقي، على أغلَبهِ، سَقْطُ مَتاعْ .
- حَيثُ رِجْلٌ تَستبيحُ الرّأسَ عِرْقيّاً
- وبَطنٌ يُصدِرُ الفَتوى
- بتكفيرِ الذِّراعْ !
- ***
- لَيستِ الدّهشةُ أَنّا
- لَمْ نَزَلْ نَقبَعُ في أسفلِ قاعْ .
- بَل لأَِنّا
- نَحسَبُ العالَمَ لا يَرقى إلى (وَهْدَتِنا)
- خَوْفَ دُوارِ الإرتفاعْ !
- أحمد مطر
- * عن جريدة (الراية) القطرية
- يوم السبت 26-6-2004
- --------------------------------
- استدراك !
- تَخَلًّفتُ عَنِّي .
- كثيراً كثيراً تخلّفتُ عَنّي .
- تَناهى التّباعُدُ بَيني وَبَيْني
- إلى حَدِّ أنيّ
- أُضِيءُ طريقي لِشَمسِ اليَقينِ
- بِعَتْمةِ ظَنّي !
- وأُطعِمُ نارَ الحقيقةِ
- ماءَ التَّمنّي !
- ***
- تَخلّفْتُ عَنّي
- لأَنّي تَوقّفتُ أَبني
- كِياني وَكَوْني
- على كائِنٍ لَمْ يَكُنِّي !
- وَإذ لاحَ أَنّي
- بَنَيتُ السِّنينَ على هَدْمِ سِنّي
- تَلَفَّتُ كي أَطلُبَ العُذْرَ مِنّي
- فَما لاحَ مِنّي خَيالٌ لِعَيْني !
- ***
- سَفَعْتُ وُجوهَ الصُّخورِ
- بنارِ المعاني
- فَلَمْ تُعْنَ يوماً بما كُنتُ أَعْني !
- وألقَيْتُ بَذْرَ التّعاطُفِ
- فوقَ الهَوانِ
- فَلَمْ أَجْنِ إلاّ ثِمارَ التَّجني !
- وأَحنيتُ عُمْري
- لِتَعديلِ سَمْتِ الغَواني
- فَلَمْ أَلقَ مِنهُنَّ غَيْرَ التَّثنّي !
- ***
- أَمِنْ أَجْلِ هذي الغَياهِبِ
- أَحرقتُ فَنّي ؟
- أَمِنْ أَجْلِ هذي الخَرائِبِ
- هَدَّمتُ رُكني ؟
- أَمِنْ أَجْلِ هذي الدَّوابِ
- التي تَحتفي بالعَذابِ
- وتبكي بُكاءَ الثّكالى لموت الذِّئابِ
- غَمَسْتُ بدمعِ المواساةِ لَحني ؟!
- إلهي أَعِنّي .
- أَعِدْني إليَّ.. لَعَلَّ التّسامي
- غَداةَ التئامي
- سَيغفِرُ للرُّوحِ جُرْحَ التَّدَنّي .
- أَعِدْني..
- لَعَلّي بنَشْري أُكفِّرُ عن كُفْرِ دَفني .
- وأَلقى بذاتي
- بقايا حياتي
- فأدنو إلى نَسمَةٍ لم أَذُقْها
- وأحنو على بَسْمةٍ لم تَذُقْني
- وَأُغْني دَمي وَحْدَهُ بالتَّغنّي .
- ***
- سَأُغْني دَمي وَحْدَهُ بالتَّغنّي .
المزيد...
العصور الأدبيه