الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> أحمد مطر >> الدولة الباقية ..! >>
قصائدأحمد مطر
الدولة الباقية ..!
أحمد مطر
- ليسَ عندي وَطَنٌ
- أو صاحِبٌ
- أو عَمَلُ.
- ليسَ عِندي مَلجأ
- أو مَخْبَأ
- أو مَنزلُ.
- كُلُّ ما حَوْلي عَراءٌ قاحِلُ
- أنَا حتّى مِن ظِلالي أعْزَلُ
- وأَنا بَيْنَ جِراحي وَدَمي أنتقِلُ
- مُعْدِمٌ مِنْ كُلِّ أنواع الوَطَنْ !
- **
- ليسَ عِندي قَمَرٌ
- أوْ با رِقٌ
- أو مِشْعَلُ.
- ليسَ عِندي مَرقَدٌ
- أو مَشْرَبٌ
- أو مَأْكَلُ.
- كُلُّ ما حوليَ ليْلٌ أَلْيَلُ
- وَصَباحٌ بالدُّجى مُتّصِلُ.
- ظامئٌ ..
- والظَمأُ الكاسِرُ منّي يَنْهَلُ
- جائِعٌ ..
- لكنّني قوتُ المِحَنْ!
- **
- عَجَباً !!
- مَا لِهذا الكَونِ يَحُبو
- فوقَ أهدابي إذَنْ ؟!
- ولِماذا تَبحثُ الأوطانُ
- في غُربَةِ روحي عن وَطَنْ ؟!
- ولِماذا وَهَبتني أمرَها كّلُّ المسافاتِ
- وألغى عُمْرَهُ كّلُّ الزّمَنْ ؟!
- ها هوَ المنفى بِلادٌ واسِعَة !
- وأ لمفازاتُ حُقولٌ مُمْرِعَةْ !
- وَدَمي مَوجٌ شَقِيٌّ
- وجِراحي أَشْرِعَهْ !
- وَانطِفائي يُطفئُ الّليلَ وبي يَشْتَعِلُ !
- وَفَمُ النّسيانِ
- عنْ ذِكرى حُضوري يَسألُ
- هلْ عَرى با صِرة الأشياءِ حَوْلي الحَوَلُ ؟
- أمْ عراني الخَبَلُ ؟!
- لا ..
- ولكِنْ خانَني الكُلُّ
- وما خانَ فؤادي الأَمَلُ !
- **
- ما الذي ينقُصُني
- مادامَ عِندي الأمَلُ ؟
- ما الذي يُحزنُني
- لو عَبسَ الحاضِرُ لي
- وابتسَمَ المُستَقبَلُ ؟
- أيُّ مَنفى بِحضوري ليسَ يُنفى ؟
- أيُّ أوطانٍ إذا أرحَلُ لا ترتَحِلُ ؟!
- **
- أنَا وحدي دَوْلَةٌ
- مادامَ عِندي الأمَلُ.
- دولةٌ أنقى وأرقى
- وستبقى
- حينَ تَفنى الدُوَلُ !
المزيد...
العصور الأدبيه