الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> عنترة >> حسام النفس >>
قصائدعنترة
حسام النفس
عنترة
- إذا ريحُ الصَّبا هبَّتْ أصيلاَ
- شَفَتْ بهبوبها قلْباً عليلا
- وجَاءَتني تخبِّر أنَّ قَوْمي
- بمن أهْوَاهُ قد جَدُّوا الرَّحيلا
- وما حَنُّوا على منْ خَلَّفوهُ
- بوَادي الرَّمل مُنْطَرحاً جديلا
- يَحنُّ صبابةً ويَهيمُ وجداً
- إليهمْ كُلَّما ساقُوا الحُمولا
- أَلاَ يا عبلَ إنْ خَانُوا عُهُودي
- وكان أبوكِ لا يرْعَى الجميلاَ
- حَملْتُ الضَّيْمَ والـهّجرَانَ جُهْدِي
- على رَغمي وخالَفْتُ العَذُولا
- عَرَكْتُ نَوائبَ الأَيامِ حتى
- رأَيتُ كَثيرَها عِنْدي قليلا
- وعادَاني غُرَابُ البَيْن حتى
- كأَنّي قد قَتَلْتُ لـه قَتيلا
- وقد غنّى على الأَغصانِ طيْرٌ
- بصوْتِ حَنِينه يَشْفي الغليلاَ
- بكَى فأَعَرْتُهُ أجْفَانَ عَيْني
- وناحَ فزادَ إعْوالي عَويلاَ
- فقُلْتُ لـه: جَرحْتَ صَميم قَلْبي
- وأبْدى نَوْحُك الدَّاءَ الدَّخيلا
- وما أبقيْتَ في جَفْني دُمُوعاً
- ولا جِسماً أعيشُ به نحيلاَ
- ولاَ أبقى ليَ الـهِجرانُ صبراً
- لكيْ ألقى المَنازِلَ والطُّلولا
- أَلِفْتُ السُّقْمَ حتى صارَ جِسْمي
- إذَا فَقَدَ الضَّنى أمْسَى عليلا
- ولو أنّي كَشفْتُ الدّرْعَ عنِّي
- رأيتَ وراءَهُ رسْماً مُحيلا
- وفي الرِّسْمِ المُحيلِ حُسامُ نفْسٍ
- يُفلّلُ حَدُّهُ السَّيْفَ الصَّقيلا
المزيد...
العصور الأدبيه